تنقسم أنواع التداول بناءً على مجموعة من المحددات التي تهدف إلى وضع إطار مرجعي موحد لعملية التداول، كما يُمكن هذا الإطار من تحديد الأهداف المرجوة والإستراتيجية المثلى، ولا يمثل حائطاً صلباً أو تعريفاً جامعاً مانعاً، بل هو محاولة لبناء دوائر متداخلة من المفاهيم تمكن المتداول من بناء رؤية شاملة يستطيع من خلالها الوصول إلى استثمار أكثر استدامة.
أنواع التداول عبر الانترنت
تتسع تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات بخطوات متلاحقة سريعة لتشكل وجه جديد من مفاصل الحياة المالية والاقتصادية خاصة في ظل تطور علوم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
أحدثت الثورة التكنولوجية تحولاً جذرياً في عالم التداول، حيث وفرت مجموعة واسعة من الأدوات المالية والبرامج التي تساهم في تحسين تجربة المستخدم وتحقيق عوائد مالية مجزية.
في إطار هذا التطور السريع تبقى محاولات التعريف الأساسية والبسيطة لمفاهيم التداول ضرورة لا غنى عنها، يشمل ذلك، وضع إطار يحدد طبيعة عمليات هذا المجال، من خلال ما سبق يمكن طرح سؤال مسبق الإجابة، ما هي أنواع التداول؟؟، حينها تنقسم الاجابة إلى:
- على أساس الغرض، ينقسم التداول إلى يدوي وآلي وإستراتيجي.
- على أساس الأصول إلى فوركس، كريبتو، أسهم، مؤشرات، سلع.
- على أساس الزمن إلى يومي متأرجح، متأرجح، إستراتيجي.
- على أساس التحليل إلى فني وأساسي.
مفاهيم أساسية في التداول
في التداول عبر الإنترنت، توجد مجموعة من المصطلحات الشائعة،على سبيل المثال يمثل مصطلح “السبريد” الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع لأصل مالي أو ورقة مالية، ويعكس هذا الفرق تكلفة التداول، وهو يمثل الربح الذي يحققه الوسيط من هذه العملية، وعندما يزداد “السبريد”، يشير ذلك إلى انخفاض السيولة وارتفاع تكاليف التداول.
السِيولة هي القدرة على تحويل الأصول إلى نقد بسهولة وسرعة، وكلما ارتفعت السيولة في السوق، قلت الفجوة بين أسعار العرض والطلب.
ترتبط السيولة في بعض الأسواق بمصطلح التضخم وهو نسبة زيادة سعر الأصل في فترة زمنية مقارنة بمثيلتها في فترة ماضية، يستخدم التضخم في تحديد سعر الفائدة، وقيمة الضرائب على بعض السلع، فيما يشكل المزاج العام للتداول، وهو أحد المقاييس المستخدمة في تحديد مؤشر السوق وأنواع التداول المناسبة له.
الانزلاق السعري في التداول
يشير الانزلاق السعري إلى الفارق بين السعر المعروض على العميل والسعر الفعلي الذي يدفعه عند شراء الأصل، ويرتبط الانزلاق السعري عكسياً بالسيولة، بمعنى أنه كلما قلت السيولة في السوق، زاد الانزلاق السعري، ويمكن تصنيف الانزلاق السعري إلى عدة أنواع وهي:
- سلبي وفيه يدفع المتداول سعر أعلى من المحدد، لإرتفاع قيمة الأصل قبل تنفيذ الأمر.
- إيجابي وفيه يدفع المتداول سعر أقل من المحدد، لإنخفاض قيمة الأصل قبل تنفيذ الأمر.
- مستقر ويشير إلى غياب الإنزلاق.
مفاهيم التداول اليومي
التداول اليومي هو أحد أنواع التداول الشائعة، وتعتمد على إطار زمني مدته يوم واحد، ويهدف إلى الاستفادة من حركة الأسعار خلال جلسة التداول، يعتمد بشكل كبير على المضاربة في اتجاه تحرك الأسعار، يرتكز أصحاب هذا الأسلوب على بشكل كبير على الرافعة المالية وعقود الفروق كأداة مالية معظمة للربح في فتح وإغلاق المراكز.
يهدف التداول إلى مجموعة محددة من الأسواق، تتميز بارتفاع تقلب أسعار الأصول فيها، والذي يختلف من سوق إلى آخر، ومن أبرز هذه الأسواق هي:
- الفوركس.
- سوق العقود الآجلة، وفيه يمثل التداول الأجل أحد أوجه التداول الأكثر جاذبية.
- الأسهم وصناديق الإستثمار.
- عقود CFD.
- سوق الكريبتو.
يتأثر التداول اليومي عبر الإنترنت بشكل مباشر بحجم السيولة، ومستوى التقلب، وحجم التداول الذي يعكس بدوره قوة العرض والطلب على الأصول المتداولة، وتستند هذه العوامل الثلاثة في تحديد الاتجاه الاستراتيجي الأمثل واختيار الأدوات المالية المناسبة للتداول.
استراتيجيات التداول اليومي
تحديد توقيت الدخول والخروج من الصفقة أحد العوامل الأساسية المميزة لطبيعة هذا النوع من أنواع التداول، وهي تعتمد بدورها على مجموعة من الاستراتيجيات الفرعية التي تمثل القاعدة المناسبة للتعامل مع الأصول، تنقسم هذه الاستراتيجيات إلى:
- تعتمد استراتيجية تداول الأخبار على استغلال التقلبات التي تحدث في قيمة الأصل نتيجة صدور الأخبار، وقد يؤدي الخبر إلى ارتفاع أو انخفاض في سعر الأصل، وقد تتأثر فعالية هذه الاستراتيجية بكمية ونوعية البيانات والمعلومات المتاحة للمتداول.
- تداول الفجوات السعرية هو استراتيجية تداول تعتمد على تحليل الفجوات التي تظهر على الرسم البياني للسعر، وهذه الفجوات هي عبارة عن مسافات بين سعر الاغلاق لجلسة تداول وسعر الافتتاح للجلسة التالية، دون وجود أي تداول خلال هذه الفترة، وقد تحدث هذه الفجوات نتيجة لأحداث مفاجئة أو تغيرات في العرض والطلب في السوق.
- تداول المدى وهي استراتيجية تتطلب فهم تاريخ السعر الحديث للورقة المالية وفحص أنماط الرسم البياني لها، وتحديد نقاط الدعم والزخم والمقاومة والانعكاس.
- استراتيجية التداول المعاكسة هي نهج يتبنى عكس اتجاه السوق السائد، فبدلاً من شراء الأصول المرتفعة القيمة وبيع المنخفضة، يقوم المتداول المعاكس بالعمل عكس ذلك، أي شراء الأصول التي تتراجع قيمتها وبيع تلك التي تشهد إقبالاً، وقد تتطلب هذه الاستراتيجية فهماً عميقاً للدورة السوقية وتحليلاً دقيقاً للبيانات الفنية.
- تداول الاختراق وتعتمد على انتظار تحركات السوق الكبيرة، حيث تخترق الأسعار مستوى الدعم والمقاومة الرئيسي.
المتطلبات الأساسية للتداول اليومي
يتطلب هذا النوع من التداول مجموعة متكاملة من الأدوات المالية المعقدة، مثل المؤشرات وأدوات تحديد الاتجاه والرافعة المالية والعقود مقابل الفروق، بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المتداول إلى:
- تؤثر الأخبار المتدفقة من مصادر متعددة بشكل مباشر على معنويات السوق والمزاج العام للتداول، مما يساعد المستثمرين على تحديد أفضل فرص الاستثمار وتقييم المخاطر المحتملة.
- تستخدم برامج التعرف التلقائي على الأنماط في تحديد القمم والقيعان على الرسم البياني، بالإضافة إلى مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، وبناء نموذج الرأس والكتفين، وغيرها من المؤشرات الفنية.
- الاختبار الخلفي وهي وسيلة تنبؤية، تعتمد على تحديد حركة الأصل المستقبلية، من خلال قراءة أسباب حركته في الماضي.
- تكامل الوسيط وهو تنفيذ فري للأوامر دون تدخل أو تعديل أو تأخير.
أنواع التداول المتأرجح
هو أسلوب تداول متوسط المدى يستهدف الاستفادة من تقلبات الأسعار، ويتميز بمخاطر أقل بفضل نقاط التوقف القريبة، وفرصة تحقيق أرباح أكبر، حيث ينقسم إلى أنواع عدة منها ما يلي:
- عملية تداول الارتدادات هي وصف للتراجع المؤقت في حركة اتجاه السعر، حيث يظهر اتجاه معاكس ثانوي داخل الاتجاه الرئيسي، ومن خلال استخدام هذا الأسلوب، يمكن تحديد طبيعة الحركة هل هي مجرد ارتداد مؤقت أم أنها تمثل انعكاسًا حقيقيًا لاتجاه السوق، وبالتالي تحديد طبيعة تداول الأصول.
- يعتمد تداول الأسهم عند حدوث انعكاسات في الاتجاه بشكل كبير على تغير الزخم، فعندما يفقد المؤشر القوة الدافعة للاتجاه الصاعد، يشير ذلك إلى احتمال تراجع السعر.
- تداول الاختراقات هو أسلوب قائم على توقع الاتجاه التصاعدي للأسهم، حيث تصبح الصفقات سارية منذ توقيت كسر مستوى المقاومة الرئيسي.
- استراتيجية الانهيارات هي النقيض من استراتيجية الاختراقات، وتقوم على توقع الاتجاه السالب لحركة المؤشر وسعر الأصل، تصبح الصفقات سارية منذ توقيت كسر مستوى الدعم الرئيسي.
استراتيجيات التداول المتأرجح
يمثل التداول المتأرجح أحد أنواع التداول، وهناك خمس استراتيجيات أساسية يعتمد عليها المتداولون لتحديد الفرص المناسبة في هذا النوع من التداول وهي
- ارتدادات فيبوناتشي.
- مستويات الدعم والمقاومة.
- تداول القنوات السعرية.
- المتوسط المتحرك لإغلاق 10 و20 يوم.
- تقاطعات خطوط مؤشر MACD.
يمكن تعيين أوامر وقف الخسارة على نطاق واسع، إلا أن ذلك قد يساهم في تقليل عدد الصفقات المغلقة قبل الأوان، ينبغي على المتداول أن يوازن بين هذه الفائدة والتكاليف المحتملة للاحتفاظ بالمراكز.أسلوب التداول الكمي
استخدام النماذج الرياضية والإحصائية المتطورة هو الأساس في هذا النوع من أنواع التداول تُطبق هذه النماذج على قواعد بيانات التداول، لإنتاج تحليلات بيانية تحدد الفرص المثلى في السوق، ويعتمد هذا النوع من التداول على مجموعة من الاستراتيجيات الخاصة.
- التحكيم الإحصائي هو أسلوب يستخدم في تقييم الأصول وتحديد قيمتها العادلة، خاصة في الحالات التي يكون فيها التقييم الحالي للأصول غير دقيق أو متحيز، ويساهم هذا الأسلوب في تقليل المخاطر المالية المتعلقة بتلك الأصول، كما أنه يسرع من عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالصفقات الاستثمارية.
- تعتمد صناعة السوق على استغلال هوامش الأسعار بين العرض والطلب لتحقيق الربح، وهو مفهوم مشابه لآلية عمل أسواق الجملة التقليدية.تمثل برامج صناعة السوق الآلية (AMM) تطوراً تكنولوجياً حديثاً في هذا المجال، حيث تستخدم خوارزميات متقدمة لتحقيق توازن ديناميكي بين العرض والطلب في بيئة تداول رقمية.
- الأحداث الاقتصادية وهي استراتيجية تتبع قائمة على قراءة الأحداث الجارية، وانتظار النافذة المناسبة للإستثمار.
كلما زادت قوة الحاسوب، قلّت الحاجة للتدخل البشري، وهذا يعني دقة أكبر في قراءة بيانات التداول، وربحية أعلى، والأمر الذي يجعله خيارًا مثاليًا للمبتدئين الذين يفتقرون للخبرة والأدوات المتخصصة.
ما هو التداول الآلي؟
روبوتات التداول أو بوتات التداول هي أحد أنواع التداول الآلي، وهي برنامج مخصص لصالح الشخص المسؤول عن إدارة التداول، ويعمل وفق محددات أوامر اللغة البرمجية المستخدمة، ومن خلال أوامر معدة مسبقا، يمتلك القدرة على الوصول السريع للصفقات أو الخروج منها، بناء على مجموعة تحليلات ومؤشرات اقتصادية مستخدمة في لغة برمجته.
عند ضبط القواعد المحددة، يراقب الكمبيوتر الأسواق بانتظام، وعند ظهور فرصة مناسبة، يتخذ الجهاز إجراءً فوريًا وفقًا للمعايير والأوامر التشغيلية التي تم ضبطها له، وقد تتضمن هذه الأوامر:
- وقف الخسارة.
- جني الأرباح.
- شراء الأصول.
يتميز التداول الآلي ببيانات محدثة باستمرار، ومراقبة أوسع للسوق، وتكلفة أقل، وقلة التدخل البشري، وسرعة الاستجابة للصفقات والتغيرات السوقية.
أنواع التداول هي وسيلة تعريفية بطبيعة السوق والأصول المطروحة فيه والإطار الزمني المخصص للتعامل معه والأدوات والتحليلات الفنية المستخدمة فيه والتي تهدف لتعظيم الربح والحد من الخسارة وفق ما يناسب المتداول وأهدافه.