منتدى العمق

وتستمر الاعترافات بالصحراء المغربية

وتستمر حكمة جلالة الملك نصره الله في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية، حيث لا تزال تتوالى على الدبلوماسية المغربية مجموعة من اعترافات الدول بمبادرة الحكم الذاتي الواضحة والواقعية حول قضية الصحراء، وآخرها الجمهورية الفرنسية التي أكدت هذا الأمر على لسان رئيسها السيد إيمانويل ماكرون الذي يزور في هذه الآونة المملكة المغربية الشريفة.

فها هي الجمهورية الفرنسية تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل. ومن المعروف أن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن ولها تأثير كبير في القرارات الدولية، فضلاً عن امتلاكها لمعرفة عميقة بتاريخ المغرب وحدوده الأصلية؛ لذا من المتوقع أن يكون لهذه الخطوة وقع إيجابي كبير على القضية إن التزمت فرنسا بهذا الموقف.

ولو أنه كان من الواجب على فرنسا القيام بهذه الخطوة منذ زمن لأنها تتوفر على كل الوثائق والمعلومات التي تظهر بوضوح مغربية الصحراء، ولكانت بذلك قد وفرت على المغرب امتداد هذه الأزمة المفتعلة التي لا تزال جارتنا الشرقية، وللأسف، تغذيها بالأكاذيب والافتراءات ضاربة عرض الحائط الموقف التاريخي الذي تبناه المغرب في مقاومة الاستعمار ودعمه لاستقلالها.

ورغم كل هذا، لا تزال يد المملكة المغربية، ممثلة بجلالة الملك نصره الله، ممدودة لتفادي مزيد من الاحتقان في هذه المنطقة، ولكن لا حياة لمن تنادي! فزيارة رئيس فرنسا والمشاريع التي تم التوقيع عليها ستدفع بكل تأكيد عجلتي قضية الصحراء والتنمية المستدامة نحو الأمام، آملاً أن تستفيد كل شرائح المجتمع المغربي من هذه المشاريع من أجل مغرب يجد فيه كل فرد من الشعب المغربي حقه في الصحة والتعليم والعمل.

وأخيراً وقبل ختام هذا المقال، أدين بكل قوة تنديد الرئيس الفرنسي بالمقاومة الفلسطينية الباسلة وتزكيته للعدوان الشرس والهمجي للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وخاصة أهل غزة الذين قُتل أبناؤهم ونساؤهم وشيوخهم ودُمرت بيوتهم وأرضهم باسم الدفاع عن النفس.

والغريب في الأمر أن نوابنا المحترمين صفقوا له بحرارة، ضاربين عرض الحائط موقف المغرب من الحرب الشرسة على الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة وحرة. فهذا التنديد بالمقاومة الباسلة الصامدة للشعب الفلسطيني وتشجيع العدوان الصهيوني داخل قبة البرلمان لا يليق بمواقفنا ملكاً وشعباً حول القضية.

وأعتقد أن الشعب المغربي يستنكر هذا السلوك من رئيس بلد مشارك في الحرب على دولة فلسطين وشعبها، ومن داخل قبة البرلمان المغربي.

والله المستعان