دق تقرير رسمي صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ناقوس الخطر بشأن مخاطر استخدام الأطفال المغاربة لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث استعرض جملة من التهديدات التي تواجه الأطفال في هذا الفضاء الرقمي، بما في ذلك التحريض على الانتحار، والتحريض على الكراهية والعنف، والتجنيد في شبكات إرهابية، وانتشار الأخبار الزائفة، والتلاعب بالرأي العام، والابتزاز والتحرش الإلكتروني.
وحذر رأي للمجلس، بعنوان “من أجل بيئة رقمية دامجة توفر الحماية للأطفال”، من خطورة تعرض الأطفال لعدد من الممارسات الضارة والإجرامية، خلال استعمالهم لشبكات التواصل الاجتماعي، على غرار التصيد الاحتيالي والتحرش والتلاعب.
وأشار إلى أن 29 بالمائة من الأطفال والشباب المغاربة على الأنترنت سنة 2021، يستخدمون هذه الشبكة غالبا للتواصل مع أشخاص آخرين، و49 في المائة يستخدمونه غالبا للربط بشبكات التواصل الاجتماعي، بحسب ما نقل عن دراسة للمركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار (CMRPI).
الدراسة، التي جاءت بعنوان “الأطفال والشباب المغاربة على الأنترنت، بينت أن 49 في المائة من هذه الفئة تستخدم غالبا الأنترنت للربط بشبكات التواصل الاجتماعي. وبينما يستعمل 49 في المائة الأنترنت للتحدث مع أفراد العائلة، يستعمل 51 في المائة يستعملون تقنية المراسلة الفورية واتساب، فايبر)، و21 في المائة يستخدمون الأنترنت للولوج إلى مجموعات الاجتماعات والنقاش.
وأضاف تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئيأن شبكات التواصل الاجتماعي تنطوي على مخاطر مؤكدة، من قبيل انتشار الأخبار الزائفة والتلاعب بالرأي العام والابتزاز والتحرش الإلكتروني والتحريض على الكراهية والعنف والانتحار.
وتابع أن هناك تهديدات أخرى على غرار تجنيد الأطفال ضمن شبكات إرهابية والاستغلال الجنسي وتطور السلوكات الإدمانية التي من شأنها أن تخلف آثارا جسدية ونفسية كبيرة على المستعملين، فضلا عن تداعياتها على تدهور العلاقات الاجتماعية ومنظومة القيم والالتزام المواطن.
وأشار إلى أن بحثا أجري مؤخرا على 1293 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 8 و28 عاما، كشف أن 80 في المائة من الأطفال والشباب في المغرب يستعملون الأنترنت، و70 في المائة منهم يلجون إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
ويفيد البحث ذاته، بحسب التقرير، أن 43 في المائة من هذه العينة تعاني من اضطرابات النوم، و35.6 في المائة لديهم خلافات مع العائلة أو الأصدقاء و41.5 في المائة منهم شهدوا تعثرا في نتائجهم الدراسية.
وأكد أن ثلث الشباب صرحوا بتعرضهم للتحرش السيبراني، و40 في المائة بأنهم يشاركون معطياتهم الشخصية مع أشخاص لا يعرفونهم، و40 في المائة منهم لا يعرفون كيفية تغيير إعدادات الخصوصية على بروفايلاتهم عبر الأنترنت.