تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية ترويع وترهيب المحتجزين بمخيمات تندوف، حيث تمارس عصاباتها ومسلحيها مختلف أنواع الإجرام بحق المحتجزين؛ من اختطافات واعتداءات وحرق للممتلكات، وذلك على أرض جزائرية وبمباركة منها، وقد شهد الأسبوع الماضي وحده عدة حوادث من هذا القبيل، ما يعكس تصاعدا في حجم الفوضى والانتهاكات والانفلات الأمني.
وفي هذا الصدد، ندد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي “فورساتين”، في بيان، بالفوضى والانفلات الأمني بالمخيمات، في ظل “غياب القانون واستفحال الظلم، حيث بات السلاح هو الحكم، والضعفاء هم الضحايا”.
وكشف المصدر ذاته أن شيخا من قبيلة لكويدسات تعرض للاختطاف على يد عصابة مسلحة، وتم اقتياده إلى منطقة بئر أم أكرين، حيث تم تصويره في شريط فيديو أظهره جالسا بين مختطفيه الملثمين المدججين بالأسلحة، وهو يتوسل بخوف لعائلته لتقديم ما تطلبه العصابة مقابل حياته.
وتابع المصدر أن الشيخ تم اختطافه من معبر بين الجزائر ومخيمات تندوف، موضحا سبب الاختطاف يعود إلى تورط ابنه في سرقة إحدى العصابات المسلحة، “لتصبح حياة الأب ثمنا لجرائم لا صلة له بها”.
وفي حادثة أخرى، يضيف “فورساتين”، شنت ميليشيات تابعة للجبهة الانفصالية هجوما على إحدى الأسر ما أدى إلى ترويعها، بحيث اقتحمت السيارات مكان تواجد خيمة الأسرة المستهدفة، بينما اعتدى المسلحون على النساء “بشكل وحشي”.
ونتج عن هذا الهجوم كسر أسنان امرأة، فيما تم نقل أخرى إلى المستشفى إثر إصابات خطيرة في البطن، أما الرجال فتم اختطافهم “تحت جنح الظلام دون أي تفسير سوى استعراض القوة”، بحسب تعبير البيان.
وفي الأسبوع ذاته، أحرق مجهولون شاحنة في ملكية تسمى “عائلة أهل الكرشة “، ورجح “فورساتين” أن تكون هذه الجريمة بدافع يعتقد أن الجريمة جاءت بدافع الانتقام الشخصي، “في ظل انهيار الأمن وانتشار منطق تصفية الحسابات” بين المحتجين.
وندد المنتدى بالصمت المطبق للسلطات الجزائرية عن الأحداث المأساوية والجرائم التي ترتكب على أراضيها، “تاركة المخيمات رهينة للفوضى التي يديرها قادة البوليساريو”، كما تركت المحتجزين “عرضة للظلم والقهر”.
وأشار المصدر ذاته إلأى أن المحتجزين يعيشون في بيئة “تخلو من الأمن والكرامة، حيث تصبح الحقوق الإنسانية ترفا بعيد المنال”، في ظل “استبداد العصابات واستغلال القيادة لها لخدمة مصالحها”.
ونبه إلى أن الأحداث الأخيرة “ليست سوى حلقة أخرى في مسلسل طويل من المعاناة اليومية، في مكان أصبحت فيه الحياة بلا قيمة، وصرخات المظلومين بلا صدى”، متسائلا: إلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي؟ ومتى سيجد المحتجزون من يمد لهم يد العون لينقذهم من جحيم الفوضى والظلم؟