أشاد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عقب محادثة هاتفية أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالدور القيادي للملك محمد السادس في تعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، فقد تناولت المباحثات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، إلى جانب الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين. كما أعرب روبيو عن إرادة بلاده في تعزيز التعاون مع المغرب، بهدف تعزيز المصالح المشتركة في المنطقة وإنهاء النزاعات، خاصة في إطار اتفاقيات أبراهام.
وفي سياق متصل، أكد روبيو، خلال جلسة تعيينه بمجلس الشيوخ، على أهمية الشراكة مع القارة الإفريقية، مشددًا على أن المغرب يمثل نموذجًا يحتذى به في المنطقة. وأشار إلى أن القارة الإفريقية توفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة للولايات المتحدة، مستدلًا بالنمو السكاني المتوقع في القارة بحلول عام 2035 وما يتيحه ذلك من فرص استثمارية وتجارية.
وحول دلالات هذه التصريحات، يرى أنس الحيمر، الباحث في العلاقات الدولية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تعكس إدراك واشنطن لأهمية الدور المغربي على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار، مشيرا إلى أن الإشادة بالمغرب كشريك استراتيجي تعكس توجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو استثمار العلاقات مع الدول المستقرة والفاعلة في إفريقيا، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
وأضاف الحيمر، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “تصريحات روبيو بشأن اتفاقيات أبراهام وإبراز ما اعتبره الدور المغربي في إحلال السلام توضح أن الولايات المتحدة تعول على المغرب كشريك محوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي وفق منظورها، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار”.
وأشار المتحدث إلى أن هذه التصريحات تؤكد أن المغرب أصبح فاعلا رئيسيا في الديناميات الجيوسياسية الراهنة، حيث استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يعزز مكانته كشريك موثوق في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، مضيفا أن تنوع العلاقات المغربية الأمريكية، التي تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية، يعكس رغبة واشنطن في تعميق التعاون مع المغرب في ظل التحديات الدولية الراهنة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدرك أن الاستقرار في شمال إفريقيا يعتمد إلى حد كبير على الدور الذي يلعبه المغرب في تحقيق توازن إقليمي، خاصة مع تزايد التحديات الأمنية في المنطقة، مؤكدا أن هذه الشراكة قد تشهد تطورات مهمة مستقبلًا، تشمل توسيع التعاون في مجالات مثل الطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة.
ولفت المتحدث إلى أن اتفاقية التبادل الحر بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، الموقعة يوم 15 يونيو 2004 في واشنطن، والتي دخلت حيز التنفيذ في فاتح يناير 2006، تمثل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن هذه الاتفاقية أسهمت بشكل كبير في تعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات، إلا أن هناك حاجة إلى مراجعتها وتعزيزها بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية العالمية، وذلك لضمان تحقيق أقصى فائدة للطرفين.
وأشار إلى أن توسيع نطاق الاتفاقية ليشمل قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا المتقدمة والطاقات المتجددة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصادين المغربي والأمريكي على حد سواء.
وخلص إلى أن تأكيد ماركو روبيو على أهمية الشراكة مع المغرب لا يعكس فقط توجهًا استراتيجيًا للإدارة الأمريكية، بل يبرز أيضًا مكانة المغرب كلاعب رئيسي في المنطقة، وهو ما قد يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الطرفين ويدعم الاستقرار الإقليمي.