مجتمع

المونديال يعجل هدم “براريك” عين الذئاب وسط مخاوف من تشرد أسر بيضاوية

شرعت السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء في عملية إفراغ ساكنة دوار الحاجة فاطنة من منازلهم بمنطقة عين الذئاب، من أجل البدء في تنفيذ مخطط الهدم الكلي للتجمعات العشوائية. حيث قامت جرافات السلطة في الساعات الماضية بتحويل مدخل الدوار إلى ركام أمام أعين الساكنة.

وتأتي عملية الهدم التي تشرف عليها السلطات المحلية بالمنطقة الساحلية عين الذئاب التي تقع داخل نفوذ تراب مقاطعة أنفا، في إطار البرنامج الوطني لمحاربة السكن غير اللائق، الذي تشرف عليه شركة العمران بتعاون مع الجماعات الترابية.

ورغم أن عملية هدم التجمعات الصفيحية بدوار الحاجة فاطنة ستعود بالنفع على قاطني هذه “البراريك” العشوائية، نتيجة استفادتهم من شقق سكنية مهيكلة، إلا أنها خلقت موجة من الغضب والقلق في صفوف الساكنة التي تعتبر نفسها متضررة من هذا البرنامج الوطني.

وأظهرت التجارب السابقة لعملية الهدم التي طالت المناطق الصفيحية بالعاصمة الاقتصادية، والمشابهة لما يجري حالياً في دوار الحاجة فاطنة، أن أغلب الأسر التي شملها الإحصاء استفادت من السكن البديل، رغم أن هذه العملية تتطلب مدة زمنية طويلة، وهو ما يثير مخاوف الأسر من شبح التشرد.

وقال عبد الرزاق منتجي، رئيس مكتب المباني الآيلة للسقوط بمقاطعة أنفا، إنه “بخصوص المنازل الآيلة للسقوط أو التي يتم نزعها من أجل المنفعة العامة، فإنها تخضع لمجموعة من الإجراءات والمساطر الإدارية، والمقاطعة تعتمد على تقرير مكاتب الدراسات قبل الشروع في تنفيذ أي إجراء في هذا الإطار”.

وأضاف منتجي، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “هذه المقاربة تقوم على ثلاثة مراحل: إما ترميم البناية بناءً على تقارير الخبرة، أو القيام بهدم جزئي، أو في حالة إذا كان الأمر صعباً يتم هدم البناية بشكل كلي”، مشيراً إلى أنه “فيما يتعلق بتتبع برامج إعادة الإسكان، هنا نعود إلى الاتفاقية التي أبرمتها الدولة المغربية مع شركة الإسكان”.

وتابع المتحدث قائلاً: “دور الصفيح داخل مقاطعة أنفا أو خارجها يشكل عائقاً كبيراً أمام التنمية، لذلك بدأت السلطات المحلية بإزالة التجمعات السكنية العشوائية في مجموعة من المناطق كما يجري حالياً في دوار الحاجة فاطنة بمنطقة عين الذئاب، حيث سيتم تسليم الساكنة شققاً سكنية بمجرد الانتهاء من هذه العملية وفق الاتفاقية الجاري بها العمل”.

وأشار المسؤول بمقاطعة أنفا إلى أن “المغرب مقبل على تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا لكرة القدم وكأس العالم 2030، لذا يجب على الجميع الانخراط في هذا المشروع لإنهاء زمن البداوة في مختلف المناطق بالدار البيضاء، التي تعتبر من المدن المحتضنة لهذه الفعاليات الرياضية”.

وأردف قائلاً: “سياسة الإصلاح تتطلب جهداً كبيراً نظراً للإكراهات والمطبات التي تعرقل عملية التنمية”، مؤكداً أن “عملية الهدم أو الإفراغ هي من صالح المواطن الذي يستفيد من شقق سكنية، والانتقال إلى مناطق تتوفر على وسائل العيش الكريم، مزودة بالماء الصالح للشرب والكهرباء”.

وأوضح رئيس مكتب المباني الآيلة للسقوط بمقاطعة أنفا أنه “بخصوص هدم دوار الحاجة فاطنة، فإن السلطات المحلية لم تنسق مع مقاطعة أنفا في هذا الشأن، لكن حقوق الساكنة مشمولة باتفاقية موقعة من طرف الدولة”، مضيفاً أن “دوار الحاجة فاطنة لم يتم نزع ملكيته، وإنما تمت عملية الهدم وفق المسطرة المتبعة لهذه الساكنة”.

وخلص منتجي حديثه قائلاً: “اختصاصات والي المدينة واسعة وأكبر بكثير من الصلاحيات المخولة لرئيس مقاطعة معينة، وأن الرؤية المستقبلية للمدينة مبنية على توجهات الوالي وليس المجالس المنتخبة بشكل كبير”.