حلت وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، أمس الثلاثاء بمدينة مراكش للمشاركة في أشغال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية، وسط موجة غضب ومطالب بمعاملتها باعتبارها “مجرمة حرب”، فيما عمد مجموعة من المشاركين من عدة دول مقاطعة كلمتها بالمؤتمر.
وتأتي ردود الأفعال هذه عقب رفض المحكمة الإدارية بالرباط، الثلاثاء، دعوى قضائية استعجالية كانت قد تقدم بها مجموعة من المحامين والنقباء المغاربة، تطالب بمنع وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، من دخول المغرب.
ولم تشارك الوزيرة الإسرائيلية في المؤتمر المذكور منذ بدايته، حيث غابت عن الجلسة الافتتاحية صباح الثلاثاء، وحلت في مراكش مساء اليوم ذاته.
إجراءات أمنية مشددة
ونقلت مواقع إسرائيلية أن رغيف تحل في المغرب وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم تخصيص للوفد الإسرائيلي فنادق غير المخصصة للوفود الأجنبية وفق ما أكده مكتب رغيف في تصريح صحافي.
وقال موقع “غلوبس الإسرائيلي إن “وزارة صلات طلبت الموافقة على تمويل الدولة لإقامة وزيرة المواصلات ميري ريغف، والمدير العام لوزارته موشيه بن زاكين ومساعدتها الشخصية، في فندق “فور سيزون” المرموق خلال فترة مكوث البعثة في المغرب، والذي يتراوح سعر الجناح في الفندق بين 1200 و3700 يورو”.
ورد مكتب الوزير الإسرائيلية عن الخبر “تمت دعوة الوزيرة على حساب الحكومة المغربية، لرزمة استضافة تشمل فندق، مثل باقي الوزراء المشاركين”، وتابع “لكن بسبب قيود أمنية اختارت الحكومة المغربية للوزيرة والوفد الإسرائيلي المرافق فنادق أخرى، وكل الموضوع الإضافي حول التكلفة الأمنية فإن الأمر تحت مسؤولية ديوان رئيس الحكومة”.
احتجاجات بالرباط ومراكش
ونظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين، وقفة احتجاجية أمس الثلاثاء أمام مبنى البرلمان المغربي، ضد مشاركة الوزيرة الإسرائيلية في مؤتمر مراكش، شارك فيها العشرات من النشطاء والمواطنين، مطالبين باعتقال الوزيرة الإسرائيلية بصفتها “مجرمة حرب” نظير الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.
كما دعا فرع الجبهة ذاتها بمراكش، إلى الاحتجاج مساء اليوم الأربعاء وسط المدينة الحمراء التي تحتضن المؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية.
وبالرغم من كونها نشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، تحاشت ميري رغيف نشر أي شيء عن حلولها بالمغرب وما صاحبه من ردود فعل.
وفود تغادر القاعة
موجة الغضب من مشاركة الوزيرة الإسرائيلية في المؤتمر المنظم بمدينة مراكش، امتدت إلى وفود أجنبية مشاركة في الحدث العالمي، حيث عمد وزراء ومشاركون إلى مغادرة القاعة فور تسليم الكلمة لرغيف في جلسة مساء الثلاثاء.
وحسب القناة الثانية عشر الإسرائيلية، فإن وفود كل من السلطة الفلسطينية وتركيا والأردن وإيرلندا أعلنوا مقاطعة الوزير الإسرائيلية والانسحاب من الجلسة التي ألقت فيها رغيف كلمة باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
ارتباك ودغدغة للمشاعر
وبدت الوزيرة الإسرائيلية منبوذة بفضاءات قصر المؤتمرات حيث ينظم المؤتمر العالمي، وبقيت تحركاتها غير طبيعية وسط حراسة مشددة وغير تلقائية مثل باقي الوزراء الذين يمثلون ما يزيد عن 100 دولة.
كما حاولت رغيف دغدغة مشاعر المغاربة بقولها في تصريحات جانبية تناقلتها بعض قنوات يوتيوب إنها “مغربية”، باعتبار أن والدها من اليهود المزراحيين (اليهود المنحدرون من المشرق العربي أو الذين عاشوا في شمال إفريقيا قبل وصول اليهود السفارديم المطرودون من الأندلس.
ويذكر أن ميري ريغيف تعد واحدة من قيادات الليكود الإسرائيلي الذي ينتمي له وزير الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، والذي يقود الكيان طيلة فترة الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 48 ألف شهيد وما يزيد عن 111 ألف مصاب، كما سبق لها أيضا أن شغلت منصب الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي.