أعلن رؤساء اللجن المكلفة بالشؤون الخارجية والدفاع في البرلمانات الإفريقية رفضهم التام لجميع مظاهر الانفصال ومنفذيها، مؤكدين على ضرورة عدم التماهي أو التهاون مع هذه الظاهرة. جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الثاني للجن، الذي انعقد في الرباط يوم الخميس، حيث شدد المشاركون على أن وحدة التراب الوطني وسلامة أراضي الدول تعدان من المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهما حجر الزاوية في النظام الدولي العادل.
كما عبّر المجتمعون عن قلقهم العميق حيال النزاعات الدائرة في القارة الإفريقية وما تترتب عليها من مآسي إنسانية، بالإضافة إلى التكاليف الاقتصادية والجيوسياسية التي تترتب عليها. وأشار البيان إلى تأثير الإرهاب الأعمى والتطرف العنيف في بعض بلدان القارة، مؤكدين تضامنهم الكامل مع الدول المتضررة، ومشددين على أهمية التمسك بالتسوية السلمية للنزاعات والوقاية منها.
من جهة أخرى، التزم رؤساء اللجن برفع مستوى التعاون وتبادل الخبرات البرلمانية بهدف تعزيز قدرات المؤسسات التشريعية، وزيادة ثقة الشعوب في هذه المؤسسات، مع دعم عملية البناء الديمقراطي والمؤسساتي والاستقرار، والعمل على تطوير التشريعات التي تواكب متطلبات التنمية القُطرية والقارية، مع احترام السياقات والتقاليد المؤسساتية لكل دولة.
وأكد البيان على عزم المشاركين تعزيز التنسيق بين لجن الشؤون الخارجية في البرلمانات الإفريقية، والعمل على توحيد الجهود والمواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع مراعاة سيادة الدول واحترام قرارات البرلمانات الوطنية.
كما أبدى رؤساء اللجن ثقتهم الكبيرة في إمكانيات القارة الإفريقية، خاصة من حيث الموارد البشرية الشابة، إضافة إلى الموارد الطبيعية من المعادن والأراضي الزراعية الخصبة، والموارد البحرية الوفيرة. وأعلنوا عن عزمهم على استغلال هذه الإمكانيات بشكل مشترك لتحفيز التكامل الاقتصادي الإفريقي وضمان الأمن الغذائي، وبالتالي تحقيق الهدف المشترك بإفريقيا مزدهرة ومتقدمة، من خلال تحويل هذه الإمكانيات إلى ثروات قابلة للاستثمار والاقتدار الاقتصادي.
وفي الختام، أعلن المشاركون عن إنشاء منتدى “رؤساء ورئيسات لجن الشؤون الخارجية في البرلمانات الإفريقية”، وهو إطار مفتوح لجميع البرلمانات الإفريقية في الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما شكروا المملكة المغربية على استضافة هذا الاجتماع الذي يندرج في إطار المبادرات الإفريقية الرامية إلى تعزيز وتيرة التعاون والعمل الإفريقي المشترك.