في ظل تصاعد التوترات داخل كليات الطب، تقدمت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بطلب عقد اجتماع مع كل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أحمد الميداوي.
ويأتي هذا الطلب، وفق نص المراسلتين اللتين توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منهما، بعد سلسلة من الدعوات السابقة التي لم تحظَ بالاستجابة الكافية من قبل الوزارتين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع داخل المؤسسات التعليمية الطبية.
وأوضحت اللجنة في مراسلتيها أن طلب الاجتماع يأتي على خلفية التأخير غير المبرر في صرف التعويضات المالية للطلبة، بالإضافة إلى الضبابية البيداغوجية التي تعاني منها دفعة 2023-2024، وتأخر العمل على هيكلة السلك الثالث، مؤكدة أن هذه القضايا تمس بشكل مباشر جودة التكوين الطبي، وهو ما دفعها إلى المطالبة بعقد اجتماع عاجل لتدارس هذه المشاكل وإيجاد حلول ملموسة لها.
إقرأ أيضا: تعثر تنفيذ “محضر التسوية” يهدد بموجة احتقان جديدة بكليات الطب
كما طالبت اللجنة ببدء تنزيل نقاط محضر الاتفاق الذي تم توقيعه سابقًا بين المكاتب والمجالس المحلية للطلبة ووزارة الصحة، تحت إشراف مؤسسة وسيط المملكة، مشيرة إلى أن عدم تنفيذ بنود هذا المحضر زاد من حالة الاستياء بين الطلبة، مما أدى إلى خلق جو من التوتر داخل الكليات.
وأكدت اللجنة في مراسلتيها أنها ما زالت على استعداد تام للدفاع عن جودة التكوين الطبي وحقوق الطلبة، داعية الوزارتين إلى التجاوب مع طلبها بعقد اجتماع عاجل لتأسيس منهجية عمل تشاركية تضمن معالجة القضايا المطروحة بشكل عادل وفعال.
وكانت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة قد حذرت من تصاعد موجة الاحتقان الطلابي بسبب ما وصفته بالتأخر غير المبرر في صرف المنح الجامعية والتعويضات عن المهام، بالإضافة إلى غياب رؤية واضحة لتسيير الزمن البيداغوجي.
كما قامت بتنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 6 فبراير للتعبير عن الرفض القاطع للوضعية المزرية التي تعرفها كليات الطب وطب الأسنان، وردًا على عدم احترام الآجال المتفق عليها بخصوص عدد من بنود محضر التسوية.
وثمنت اللجنة ما اعتبرته انتصارًا للعدالة لصالح الطلبة عبر إصدار أحكام البراءة في حقهم، معربة عن امتنانها لهيئة الدفاع عمومًا والنقباء خصوصًا على دعمهم اللامشروط لطلبة الطب والأطباء الداخليين المتابعين، مشيرةً إلى أن هذا الحكم يعد تجديدًا للثقة في المؤسسات الوطنية وإبرازًا لنزاهة واستقلالية القضاء المغربي، مؤكدة أن المغرب يسير بخطى واثقة نحو غدٍ أفضل.
وأكدت عزمها على تعزيز مسار النضال وتقويته، والمساهمة في الارتقاء بالعرض الصحي في البلاد، مشيرة إلى أن إسدال الستار على أطول إضراب طلابي في تاريخ المغرب المعاصر، والذي يشكل محطة فارقة في التاريخ النضالي المغربي، يمثل بدايةً لمرحلة جديدة من النضال، موضحة أن النضال له أشكال متعددة، لكن الغاية واحدة، وهي خدمة الوطن والمواطن.