مجتمع

ابن امسيك.. رمضان بلا ملاعب قرب وسط اتهامات لجودار بتعطيل التنمية

“بلوكاج تنموي” تعيشه منطقة ابن امسيك بسبب العطالة التسييرية التي أصابت مركبة المسؤول الأول والأخير محمد جودار، صاحب الحقيبة المليئة بالمناصب الرياضية والسياسية. إذ أثار استمرار إغلاق ملاعب القرب وأماكن الترفيه لأزيد من سبعة أشهر ضجة واسعة في صفوف الساكنة.

ووجدت ساكنة ابن امسيك نفسها خلال شهر رمضان المبارك بدون ملاعب القرب أو قاعات رياضية بسبب الإغلاق، ما دفع أغلب الشباب إلى تنظيم دوريات كروية في أزقة وأحياء المنطقة، بداية من دائرة حي إفريقيا، ومرورًا بمنطقة جوادي، ووصولًا إلى منطقتي كالوجيرا والحسنية 1 و2 و3.

وأكدت مصادر مسؤولة من داخل مقاطعة إبن امسيك أن ملاعب القرب والقاعة الرياضية مغلقة بداعي الإصلاحات، وسيتم فتحها في وجه المواطنين في الأسابيع المقبلة، في انتظار الانتهاء من الأشغال.

وأدى إغلاق هذه المرافق العمومية في وجه المواطنين بالمنطقة المذكورة إلى طمس الطقوس الرمضانية التي كانت تمارسها الساكنة، حيث زاد “الإمساك” عن الأنشطة الرياضية خلال هذا الشهر الفضيل من صعوبة الصيام، نظرًا لأن المباريات الكروية في الساعات الأخيرة كانت تنسيهم ألم الجوع والعطش وتحيي أواصر الأخوة والتسامح.

وحسب المعطيات المتوفرة لدى جريدة “العمق”، فإن القاعة الرياضية المغلقة منذ شهر غشت الماضي عرفت إصلاحات طفيفة انتهت في شهر أكتوبر من العام الماضي، لكنها ظلت مغلقة إلى حدود اليوم، مما يطرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية استغلال هذا المرفق في الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، علمًا أن حزب الاتحاد الدستوري بدأ يستعد بشكل غير مسبوق للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

الحال الذي تعيشه القاعة المغطاة الرياضية هو نفسه تعاني منه ملاعب القرب المحاذية لها، حيث تم إغلاقها لأزيد من سنة بداعي الإصلاح، علمًا أن الأرضية الاصطناعية التي تم فرشها ضعيفة من حيث الجودة، رغم أن هذه المرافق يُؤدَّى عنها مبالغ مالية عند كل مباراة تتجاوز مدتها ساعة واحدة.

إلى جانب هذه المرافق، نجد ملعبًا كبيرًا سبق أن دشنه الملك محمد السادس منذ أكثر من عقد من الزمن، غير أن وضعيته الحالية تدعو إلى التساؤل، بعد إغلاقه بدون مبررات واضحة، حيث ظلت الحياة الرياضية فيه متوقفة لمدة تزيد عن ست سنوات أو أكثر. ورغم إعادة تجديد العشب الاصطناعي للمرة الثانية، فإنه لم يُفتح بعد، ما يدل على أن المقاطعة تعاني من سوء التسيير والتدبير.

وقال حميد المكاوي، كاتب الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بابن امسيك، إن “المعلومة إلى حدود الساعة مفقودة، ولا نعرف مبرر إغلاق ملاعب القرب لمدة تقترب من سنة، والضرر الذي يلحق الساكنة نراه اليوم بالعين المجردة، ولكن لا حياة لمن تنادي”.

وأضاف المكاوي، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “هناك أشخاصًا يتحكمون في فتح وإغلاق ملاعب القرب، التي تُعتبر ملكًا للدولة المغربية ومن حق ساكنة ابن امسيك. ولهذا، نطالب بتوضيح من طرف المقاطعة عن الأسباب الحقيقية لهذا الإغلاق، والتي لا علاقة لها بالإصلاح”.

وتابع المتحدث نفسه: “في ابن امسيك، كانت الأجواء الرمضانية ممتعة بتنظيم دوريات كروية في جميع أنحاء المنطقة، لكن بسبب إغلاق المرافق العمومية اضطر أغلب الشباب إلى اللجوء إلى الأزقة والدروب لممارسة الأنشطة الرياضية، وهذا أمر غير مقبول في حق مقاطعة ابن امسيك”.

وأشار الفاعل السياسي إلى أن “الأمر الغريب هو أن ملاعب القرب هذه مؤدى عنها من طرف الساكنة، رغم أن هناك دورية وزارية تنص على مجانية هذه المرافق”، مضيفًا أن “القاعة الرياضية بمنطقة جوادي يتم كراؤها للساعة الواحدة بثمن 150 درهمًا، وحوالي 70 درهمًا للملاعب المكسية بالعشب الاصطناعي، رغم أنه ضعيف الجودة”.

وزاد قائلًا: “الحملة الانتخابية في ابن امسيك بدأت، وهذه الإصلاحات ليست سوى إشارات انتخابية، إذ لا يعقل أن يتم إغلاق قاعات رياضية وملاعب القرب لأكثر من عشرة أشهر بداعي القيام برتوشات لا تتجاوز مدتها ثلاثة أشهر على الأكثر”.

وأضاف أن “ساكنة ابن امسيك أصبحت رهينة الانتخابات وضحية لبعض الأشخاص الذين يتاجرون بالمرافق العمومية”، مؤكدا أن “الساكنة تتعرض لمضايقات قوية من بعض المنتخبين، وهذا الإغلاق تعسفي لا يمكن التغافل عنه لعدة اعتبارات”.

وأكد أن “التأخر في تقديم الخدمات أو إتمام الإصلاحات ناتج عن عدم منح التفويضات إلى نواب مجلس المقاطعة، واحتكار السلطة في يد شخص واحد يمتلك عدة مناصب في آن واحد، مما يخلق بلوكاجًا تنمويًا في المنطقة”.

وخلص المكاوي إلى القول: “هناك ملعب كبير بجوار القاعة الرياضية تم تدشينه بقرار ملكي، وتم استغلاله لمدة لا تتجاوز سنتين قبل أن يتم إغلاقه حتى اليوم. لقد تجاوزت مدة الإغلاق أكثر من ست سنوات، وهذا أمر خطير يجب فتح تحقيق بشأنه”.

تعليقات الزوار