استمعت غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، اليوم الجمعة، إلى المتهم (العربي.ط)، المتابع على خلفية قضية بارون المخدرات “إسكوبار الصحراء”، بتهم تتعلق بالمشاركة في حيازة المخدرات والاتجار فيها ونقلها ومحاولة تصديرها.
وأكد المتهم أثناء مثوله أمام هيئة الحكم، التي يترأسها المستشار علي الطرشي، معرفته بعدد من رجال الشرطة، نافياً في الوقت ذاته أي علاقة له بموظف الشرطة المسمى (نصر الدين.س)، كما نفى صحة المكالمات الهاتفية المنسوبة إليهما والمضمنة في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
كما نفى المتهم (العربي.ط) معرفته بموظف الشرطة المدعو (أحمد.ح)، مشدداً على أنه “لم يسبق له أن اشتغل في مجال تهريب المخدرات أو نقلها عبر الحدود”، وفق ما جاء في تصريحات الحاج ابن إبراهيم، الملقب بـ”المالي”.
وواجه المستشار علي الطرشي المتهم بمجموعة من محاضر الضابطة القضائية، التي تتضمن معطيات تفيد بوجود علاقة بينه وبين موظفين تابعين للمديرية العامة للأمن الوطني. كما استفسرت المحكمة عن اسم المطعم “شلبي”، الذي ورد ذكره في التقارير، إلا أن المتهم أصرّ على نفي أي علاقة له به.
وأوضح المتهم أمام محكمة الاستئناف أنه “كان منعشاً عقارياً منذ سنة 2002، ويمتلك شركتين للبناء، واحدة في وجدة والثانية في شمال إسبانيا”، مؤكداً أن “آخر تجزئة سكنية قام ببنائها كانت سنة 2016، حيث امتلك عقوداً لإقامة تجزئات سكنية”.
واستفسرت المحكمة عن طبيعة عمله بعد سنة 2016، فأجاب قائلاً: “انتقلت إلى مجال الفلاحة نظراً لأن والدي يعمل في تربية المواشي”، مضيفاً أن “مدخوله السنوي يتجاوز 200 مليون سنتيم”.
من جهته، قال المتهم (إسماعيل.م)، الملقب بـ”ولد الريفية”، المتابع في حالة اعتقال بتهمة المشاركة في اتفاق قصد حيازة المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها أو محاولة تصديرها، إن “جميع التهم المنسوبة إليّ باطلة، ولا علاقة لي بتجارة المخدرات أو تهريبها عبر الحدود”.
ونفى المتهم معرفته أو أي علاقة تربطه بالمدعو الحاج ابن إبراهيم، الذي أكد في محاضر الضابطة القضائية أثناء استجوابه أنه يعرف المتهم (إسماعيل.م) معرفة جيدة، وأنه سبق له نقل كميات من المخدرات تتراوح بين 3 و6 أطنان، حيث كان يُعتبر من المساعدين البارزين لعبد النبي بعيوي.
وأكد الحاج ابن إبراهيم، الملقب بـ”المالي”، في محاضر الضابطة القضائية، أنه تلقى مبلغاً مالياً كبيراً يقدَّر بـ500 مليون سنتيم من كل من المتهم (العربي.ط) و(إسماعيل.م)، وتم إيداعه في المؤسسة البنكية سنة 2013 باسم زوجته الأوكرانية عن طريق “Bon de Caisse”.
كما شدد المالي، خلال التحقيق معه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، على أن كلاً من سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي و(إسماعيل.م) قاموا بتهريب شحنة مخدرات يبلغ وزنها حوالي 40 طناً من الحشيش، مشيراً إلى أن الناصري كان يتولى نقل المبالغ المالية المحصلة من هذه الأنشطة الإجرامية، وكان يحصل على نصيبه من الأرباح.
وبعدما أكد المتهم (إسماعيل.م)، الملقب بـ”ولد الريفية”، أمام المحكمة أنه لا علاقة له بالحاج ابن إبراهيم، صرح أثناء الاستماع إليه بأنه سبق له أن باع شقة سكنية بمدينة المحمدية للمالي عبر مكتب إحدى الموثقات.
وأضاف: “أنا منعش عقاري منذ سنة 2008، وليس لي أي علاقة بالحاج ابن إبراهيم، وحتى الادعاءات الواردة في المحاضر حول فراري من محل سكني لا أساس لها من الصحة، حيث كنت أمارس عملي بكل أريحية”.
وكشفت المحكمة، أمام الحاضرين، كشوفات الحسابات البنكية التي يمتلكها، حيث يتوفر على ثلاثة حسابات في وكالات بنكية مختلفة. يتجاوز مجموع الإيداعات البنكية في الحساب الأول 43 مليون درهم من سنة 2013 إلى 2020، بينما بلغت الإيداعات في الحساب الثاني أكثر من 4 ملايين درهم خلال الفترة من 2014 إلى 2015، في حين تجاوزت قيمة الحساب الثالث 15 مليون درهم.