في إطار استعداداتها للمشاركة في البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ 2025 (PISA)، أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مجموعة من التوجيهات التي تهدف إلى ضمان نجاح هذه المشاركة التي تشكل فرصة لتقييم مستوى المنظومة التعليمية المغربية مقارنة بالمعايير الدولية. وقد دعت الوزارة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات على مستويات متعددة لضمان التنسيق الفعّال وتحقيق نتائج مشرفة.
وعلى مستوى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، شددت الوزارة على ضرورة عقد اجتماعات مع المديرات والمديرين الإقليميين لمناقشة تفاصيل البرنامج وتحديد الخطط اللازمة لتنفيذه. ودعت المسؤولين الجهويين إلى إعداد خطة جهوية متكاملة تتناول جميع جوانب البرنامج، بما في ذلك تحفيز التلاميذ على تقديم أفضل أداء ممكن. كما تم التأكيد على أهمية إعداد مواد تواصلية تهدف إلى توعية جميع الفاعلين التربويين والطلاب بأهمية البرنامج وضرورة المشاركة الفعّالة. بالإضافة إلى ذلك، تم تكليف فرق متخصصة في التواصل على المستوى الجهوي للإشراف على تنفيذ الحملات التحسيسية، مع تشكيل لجان متابعة لضمان التنسيق المثالي بين الجهات المعنية.
ودعا برادة المسؤولين الإقليميين إلى تنظيم اجتماعات مع الفرق الإقليمية ومديري المؤسسات التعليمية المشاركة في العينة الوطنية، بهدف تبادل الأفكار والخطط لضمان التنفيذ السلس للبرنامج، فضلا عن ضرورة إعداد خطة إقليمية واضحة تتضمن تحديد المسؤوليات وتوفير الموارد اللازمة، مع مراعاة الأهداف المحددة.
وفي هذا السياق، أشارت المذكرة الوزارية إلى تنظيم ورشات تربوية لدعم أطر التدريس والمساهمة في تطوير مهاراتهم في التعامل مع الوضعيات الاختبارية. كما سيكون هناك متابعة مستمرة لعملية التعبئة والتحسيس على مستوى المؤسسات التعليمية، بما يضمن استعداد جميع التلاميذ وأعضاء هيئة التدريس بشكل كامل.
وعلى مستوى المؤسسات التعليمية، شددت الوزارة على ضرورة تنفيذ حملات تحسيسية واسعة النطاق تستهدف التلاميذ والأساتذة على حد سواء بهدف توعية التلاميذ بأهمية البرنامج، وتحفيزهم على تقديم أفضل أداء خلال الاختبارات، من خلال توفير الظروف المناسبة لهم. كما أكدت الوزارة على ضرورة التواصل المستمر مع أولياء الأمور، وإشراكهم في دعم أبنائهم وتحفيزهم على التحضير الجيد بما يساهم في تحقيق نتائج مشرفة تليق بمستوى المملكة.
وفيما يخص متابعة سير العملية، شددت الوزارة على أهمية إعداد تقارير تركيبية دورية عن تنفيذ البرنامج على المستويين الجهوي والإقليمي، بحيث يتم إرسال هذه التقارير إلى المركز الوطني للامتحانات المدرسية وتقييم التعلمات لمتابعة تقدم العمليات. كما تم تحديد آلية لرصد سير الأعمال عبر لجنة متابعة لضمان تطابق التنفيذ مع التوجيهات الوزارية والحرص على تحقيق الأهداف المحددة.
وكانت نتائج دورة 2022 للبرنامج الدولي لتقييم التلاميذ PISA، التي شارك فيها المغرب للمرة الثانية بعد دورة 2018، قد كشفت عن تراجع ملحوظ في مستوى التلاميذ المغاربة في المجالات الثلاث التي شملتها الدراسة: الرياضيات والقراءة والعلوم. فقد حصل التلاميذ المغاربة على متوسط 365 نقطة في الرياضيات، مقارنة بـ 368 نقطة في 2018، و365 نقطة في العلوم بانخفاض قدره 12 نقطة، بينما سجلوا تراجعًا أكبر في القراءة، حيث انخفض المعدل من 359 نقطة في 2018 إلى 339 نقطة في دورة 2022.
ومن بين 81 دولة مشاركة، احتل المغرب المرتبة 71 في الرياضيات، والمرتبة 79 في القراءة، والمرتبة 76 في العلوم، ما يعكس تراجعا في تصنيف البلاد في مجالي القراءة والعلوم. واعتبرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن هذه النتائج تؤكد الأزمة التي يعاني منها تلاميذ التعليم العمومي في مجال التحكم في التعلمات الأساسية، مشددة على أهمية معالجتها بشكل عاجل. في إطار خارطة الطريق 2022-2026.