خارج الحدود

القسام تقصف تل أبيب ردا على مجازر الاحتلال.. وحصيلة الشهداء بغزة تتجاوز 710

قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إنها قصفت مدينة تل أبيب وسط إسرائيل برشقة صاروخية “ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين بغزة”، يأتي ذلك بينما أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أنه بدأ عملية برية على محور الشاطئ من جهة بيت لاهيا شمالي القطاع.

وقالت القسام في بيان إن “كتائب القسام تقصف عمق الاحتلال مدينة تل أبيب برشقة صاروخية من نوع مقادمة “M90″ ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي رصد ثلاثة مقذوفات تعبر من جنوب قطاع غزة صوب إسرائيل. وأضاف “اعترض سلاح الجو الإسرائيلي قذيفة بنجاح، بينما سقطت قذيفتان في منطقة مفتوحة”.

أما القناة 12 الإسرائيلية فقالت إن القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من غزة باتجاه تل أبيب، مشيرة إلى سقوط شظايا الاعتراض الصاروخي في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب.

وبحسب المصدر الإسرائيلي ذاته فإن الشرطة تتعامل مع مواقع عدة سقطت فيها الشظايا جراء الاعتراض الصاروخي.

وأدى قصف القسام إلى تعطل حركة الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون الدولي، حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عدة طائرات مدنية تحوم في الأجواء ولم تتلق الإذن بالهبوط.

عملية برية

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، بدء عملية برية على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ أكثر من 16 شهرا.

وقال في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول: “بدأت قوات الجيش الإسرائيلي في الساعات الماضية عملية برية على محور الساحل، في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة”.

وزعم أنه قبل بدء العملية هاجم الجيش وجهاز الأمن العام “الشاباك”، “بنى تحتية معادية ونقاط إطلاق قذائف مضادة للدروع تابعة لحماس في منطقة بيت لاهيا”، على حد ادعائه.

وتعد هذه العملية البرية الثانية التي يعلنها الجيش الإسرائيلي منذ استئنافه حرب الإبادة على قطاع غزة، قبل يومين.

ومساء الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية برية وصفها بأنها “محدودة ودقيقة” وسط قطاع غزة وجنوبه، بذريعة “توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه”.

وسبق أن صرح الجيش، صباح الخميس، بحظر تنقل الفلسطينيين عبر محور صلاح الدين بين شمال قطاع غزة وجنوبه وبالعكس، بعد أن أعلن الأربعاء انتشاره في محور “نتساريم” الذي يفضل شمال غزة عن باقي القطاع.

وكانت إعادة فتح محور “نتساريم” والسماح للفلسطينيين بالانتقال من جنوب قطاع غزة إلى شماله بندا أساسيا في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المبرم بين تل أبيب وحركة حماس، وانتهكته إسرائيل مرارا قبل أن تنقلب عليه وتستأنف حربها، الثلاثاء.

وشهد شمال غزة على مدى شهور الحرب الإسرائيلية دمارا واسعا حوله إلى كومة من الركام بينما عانى الفلسطينيون الذين لم ينزحوا منه حصارا مطبقا أفقد كثيرا منهم حياتهم بفعل المجاعة.

من جهة أخرى، أشار الجيش الإسرائيلي في بيانه، الخميس، إلى مواصلة هجماته الجوية في أنحاء قطاع غزة ضد مواقع يدعي أنها تابعة للفصائل الفلسطينية.

بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان، يوم الثلاثاء الذي شهد مقتل مئات الفلسطينيين بينهم كثير من الأطفال، بأنه “أكثر الأيام دموية” في القطاع منذ أواخر 2023.

حصيلة الشهداء

أعلنت وزارة الصحة بغزة، الخميس، استشهاد 710 فلسطينيين منذ الثلاثاء الماضي، جراء مواصلة إسرائيل الإبادة والتطهير العرقي في القطاع بدعم أمريكي.

وقال متحدث الوزارة خليل الدقران، في تصريح للأناضول: “وصل إلى مستشفيات القطاع 710 شهداء وأكثر من 900 جريح منذ الثلاثاء جراء الإبادة الإسرائيلية على غزة”.

وأضاف أن 70 بالمئة من المصابين هم من الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن معظمهم تعرضوا لإصابات وصفت بـ”الخطيرة”.

وأوضح أن “العديد من الجرحى توفوا بسبب تعذر تقديم الرعاية الطبية العاجلة، نتيجة النقص الحاد في المعدات والأدوية الأساسية، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع”.

ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، في هجمات تعد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبنهاية 1 مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت “حماس” ببدء المرحلة الثانية.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت إجمالا أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة / الأناضول