أثارت حادثة وفاة أحد العمال داخل سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء، يوم 9 أبريل 2025، أزمة داخل السوق، بعدما طالبت نقابة بفتح تحقيق ومحاسبة مدير السوق، فيما قدم الأخير توضيحا في الموضوع.
وهكذا، وجه الكاتب العام للمكتب النقابي لتجار وعمال ومهنيي سوق الجملة للفواكه والخضر بالدار البيضاء، المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، شكاية إلى رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، ندد فيها بما وصفه بالخروقات الخطيرة التي يعرفها السوق، محملا مدير المرفق مسؤولية وفاة عامل داخله.
واعتبر المكتب النقابي أن حادثة الوفاة “نتيجة مباشرة للإهمال في تطبيق إجراءات الوقاية والسلامة، بالإضافة إلى غياب التغطية القانونية والتأمينية للعمال، وافتقار السوق لأبسط شروط السلامة المهنية”.
وأشارت الفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى “وجود اختلالات إدارية جسيمة، أبرزها سوء التدبير من طرف إدارة السوق، وغياب الرقابة على ظروف العمل، إلى جانب استمرار تشغيل العمال دون عقود قانونية، وحرمانهم من الحماية الاجتماعية والخدمات الأساسية مثل المستوصف الصحي”.
ودعت النقابة جماعة الدار البيضاء إلى “فتح تحقيق إداري وقضائي لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتسببين في هذه الكارثة”، مطالبة في الوقت ذاته بمراجعة شاملة لأوضاع العمال بما يضمن حقوقهم المهنية والاجتماعية.
وفي سياق الإجراءات التأديبية، ناشد المكتب النقابي عمدة المدينة بـ”اتخاذ عقوبات في حق مدير السوق في حال ثبوت تقصيره”، مع الدعوة إلى “إعادة هيكلة شاملة للسوق وفق مبادئ الحكامة الجيدة، تضمن كرامة العمال وسلامة المرافق وتحسين جودة الخدمات”.
من جانبه، أوضح جعفر الصبان، مدير سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن العامل المتوفى كان يشتغل بصفة عرضية (مياوم)، وكان في مهمة شحن شاحنة متوجهة إلى مدينة الحسيمة.
وأضاف في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن الإدارة قامت بكل الإجراءات القانونية فور وقوع الحادث، وتم إعداد تقرير رسمي بحضور السلطات المحلية والأمنية.
وأشار الصبان إلى أن السوق يتوفر على نظام مراقبة بالكاميرات، وخط هاتفي أخضر مخصص للتواصل، مضيفًا أن طبيعة العمل في هذا المرفق تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، ما يجعل وقوع مثل هذه الحوادث أمرًا واردًا رغم حرص الإدارة على ضمان السير العادي للمرفق.