أطلق أحمد الفراك، أستاذ الفلسفة والمنطق بكلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مبادرة استكتاب لإنجاز كتاب جماعي بعنوان “القضية الفلسطينية: الواقع المؤلم والتحرير المأمول”.
وأوضح الفراك أن فكرة هذا الكتاب تقوم على الإسهام في تجديد الوعي بمكانة القدس وفلسطين عند المسلمين، والتذكير بواجب الوقت في نصرة الحق الفلسطيني والانتصار للمضطهَدين والمظلومين.
وأورد الفراك في تقديمه للاستكتاب، أن هذه الفكرة جاءت “بسبب الأحداث الخطيرة الجارية في أرض فلسطين، وأمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وتهجير وتدمير وإبادة جماعية مكتملة الأركان، مقابل تغول الاحتلال الصهيوني وعنجهيته وخرقه السافر والمستمر لكل القواعد الأخلاقية والقانونية”.
كما تأتي “نظرا لتلكؤ المنتظم الدولي في فرض القانون وحماية المظلومين، وعجز الأمة العربية والإسلامية عن القيام بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني، وتخلف الدول المسلمة عن الدفاع عن الحق الفلسطيني، بل تورط بعضها في موالاة الصهاينة ومساعدتهم في حربهم على أهل غزة المستضعفين”.
وفي هذا السياق، دعا منسق الكتاب، النخب العالمة والمثقفة للتعبير عن الموقف الأصيل للأمة بمختلف الوسائل المشروعة والممكنة، ومن ذلك تجديد هذا الموقف تجاه ما يقع على مرأى ومسمع من العالم بشرقه وغربه.
واعتبر أن ذلك هدفه “أداء واجب الشهادة بالقسط والصدع بالحق في عالم امتلأ نفاقا وتطفيفا، وتجديد الوعي بالهوية الإسلامية العربية، وبمقدساتها الدينية والحضارية، والتذكير بواجب النصرة لإخواننا في فلسطين الذي تقتضيه الفطرة السليمة ويوجبه الدين وتحتمه الإنسانية”.
وشدد على ضرورة “فضح مكائد الصهاينة ومن والاهم في تدمير مقدرات الأمة وتشتيت صفها واستضعاف شعوبها، والحث على توحيد صفوف الأمة الإسلامية وإعدادها لمواجهة الإكراهات المحدقة بها، وتجديد الخطاب الديني من خلال الوقائع والأحداث الجارية في فلسطين وما حولها، مع جديد الأحكام الشرعية في واجب الدفاع عن النفس والأرض، والدعم والنصرة والولاء من خلال النوازل المستجدة في القضية”.
واقترح الفراك تخصيص 23 محورا لهذا الكتاب، تتوزع ما بين مكانة فلسطين في تاريخ الإسلام والمسلمين وواجب النصرة، الحق الفلسطيني: وواجب المرابطة المقدسية، طروء الصهيونية وخطرها على الأمة الإسلامية والعربية والإنسانية، خطر الصهيونية على واقع العلاقات الدولية ومستقبلها، توثيق جرائم الحرب في حق الشعب الفلسطيني، معاناة الطفولة في فلسطين أثناء الحرب والحصار.
كما تشمل المحاور نموذجية المرأة الفلسطينية في التحمل والمقاومة، المؤسسات الدولية وازدواجية المعايير، الحرب على غزة وعقائد التطهير الدموية عند اليهود، التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الغرب وثمن موالاة إسرائيل والتحيز للرواية الصهيونية، التطبيع ومخاطره الدينية والسياسية والاقتصادية، واجب العلماء والنخب الفكرية والسياسية والثقافية تجاه فلسطين، الحرب على غزة ومنظومة القيم الأخلاقية والقانونية.
واقترح الفراك، أيضا، محاور المقاومة الفلسطينية: التجربة والمعاناة والآفاق، الطريق إلى تحرير القدس وفلسطين وتحقيق السلام العالمي، وحدة الأمة الإسلامية وبناء كيان الأمانة والرسالة، وعد الآخرة وشروط استقبال النصر المبين، المنهاج التعليمي وبناء أجيال القوة والأمانة، مستقبل فلسطين ومستقبل الأمة الإسلامية، فلسطين ودعوى كونية القيم الأخلاقية والإنسانية، الوضع في فلسطين وأحكام النفير والنصرة والولاء، مقارنة الغزو الصليبي بالغزو الصهيوني.
وأشار إلى أن ضوابط المشاركة في الكتاب تتلخص في احترام الأعراف العلمية في الكتابة وتوثيق المضامين، وسلامة الأبحاث من الأخطاء اللغوية والمنهجية والمعرفية، وأن تراوح عدد الكلمات بين 3000 و10000 كلمة، وتذييل البحوث بلائحة بيبليوغرافية موثقة ومرتبة ترتيبا أبجديا بحسب لقب المؤلِّف، مشيرا إلى أن جميع المقالات تعرض للمراجعة والتقويم من طرف لجنة علمية مختصة.
وأبرز أن الباحث يلتزم بإجراء التعديلات المطلوبة على البحث، إذا توفرت، حيث تُقبل البحوث والمقالات والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية، إذ تُرسل المشاركات كاملة مع مختصر سيرة ذاتية في بريد الاستكتاب قبل 30 يونيو 2025، مع عرض جميع المشاركات على اللجنة العلمية للكتاب.