أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، عن إطلاق طلب إبداء اهتمام يخص تطوير البنيات التحتية الغازية الوطنية، يتضمن إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال (GNL) بميناء الناظور غرب المتوسط.
جاء هذا الإعلان خلال مشاركة الوزيرة، اليوم الأربعاء، في أشغال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الطاقة، المنعقد بمدينة ورزازات تحت شعار: “الطاقات: ركيزة استراتيجية للأمن المائي والتنمية المستدامة”، وتنظمه فدرالية الطاقة بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (MASEN) ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN)، برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وبحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وخبراء دوليين وفاعلين من القطاع الخاص.
وأوضحت الوزيرة أن هذا المشروع يندرج في إطار استراتيجية المملكة لتعزيز أمنها الطاقي، مشيرة إلى أنه سيتم تشييد شبكة أنابيب الغاز لربط محطة الناظور بأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي (GME)، مع العمل على تزويد المحطات الكهربائية الحالية والمستقبلية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وكذا المناطق الصناعية الممتدة إلى غاية القنيطرة والمحمدية.
وأكدت بنعلي أن هذا المشروع سيتكامل مستقبلا مع محطات GNL أخرى سيتم تطويرها على الواجهة الأطلسية، بالإضافة إلى ربطها بأنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي الجاري إنجازه عبر ميناء الداخلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيادة الطاقية الوطنية وتوسيع نطاق الشراكات الإقليمية في هذا المجال.
وشددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على أهمية التكامل بين الطاقة والماء والأمن الغذائي في ظل التحديات الجيوسياسية العالمية والضغوط البيئية المتزايدة، مبرزة أن الانتقال الطاقي في المغرب يمثل خياراً استراتيجياً، تؤطره الرؤية الملكية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.
وفي السياق ذاته، سلطت بنعلي الضوء على الدور المحوري للتعاون الدولي في تسريع وتيرة الانتقال الطاقي، مشيرة إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة بفرنسا، ضيف الشرف في هذه الدورة، عبر مشاركة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، جيرار ميسترالي. كما تطرقت إلى الاتفاقيات الثنائية الأخيرة في مجالات الهيدروجين الأخضر، والربط الطاقي، ودعم جهود إزالة الكربون في القطاع الصناعي.
وأبرزت الوزيرة أن المملكة رفعت وتيرة استثماراتها في مجال الطاقات المتجددة، حيث تم مضاعفة المتوسط السنوي للاستثمارات أربع مرات، إلى جانب تضاعف الاستثمارات المخصصة لتقوية شبكة النقل الكهربائي بخمس مرات مقارنة بالفترة الممتدة من 2009 إلى 2024.