أثار عدد من النشطاء المحليين بجماعة تارميكت التابعة لإقليم ورزازات، موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما وصفوه بـ”ضعف جودة” أشغال تهيئة الأزقة والطرق، خاصة بالطريق الرابطة بين تابونت، تاجدة، تلمسلا وتلات.
وتداول النشطاء صورا وفيديوهات توثق عيوبا واضحة ظهرت مباشرة بعد الانتهاء من أشغال التبليط، من بينها حفر عميقة وخطيرة على مستوى “طريق تلات انزبياطن”، ما يشكل تهديدا مباشرا لسلامة المارة والسائقين.
ووصفت تعليقات عديدة على موقع “فيسبوك” الوضع بـ”الفضيحة”، حيث اتهم مواطنون المجلس الجماعي والمقاولة المسؤولة عن الأشغال بـ”الغش والعبث بالمال العام”، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المختصة لإصلاح الوضع وفتح تحقيق شفاف في الموضوع.
في هذا السياق، قال خالد جمقري، رئيس الفرع المحلي للتعاضدية المغربية لحماية المال العام والدفاع عن حقوق الإنسان بورزازات، إن الوضع الراهن كان متوقعا، لافتا إلى أنه سبق أن نبّه الجهات المعنية إلى ضعف جودة الأشغال. وأضاف أن الاتفاقية الموقعة لتنفيذ هذا المشروع تنص صراحة على ضرورة مراقبة وتتبع مراحل التنفيذ، مع التأكد من الجودة قبل الاستلام النهائي.
وحصلت جريدة “العمق” على نسخة من الاتفاقية، التي تؤكد في مادتها الخامسة أن جميع العمليات المتعلقة بتنفيذ المشروع تخضع للمراقبة والتقييم من قبل كافة الأطراف الموقعة، إضافة إلى الجهات المختصة التابعة للدولة، مع إلزام الجماعة بإعداد محضر استلام رسمي يثبت جودة الأشغال.
من جانبه، كتب ناشط محلي يدعى “أوراغ” تعليقا على فيسبوك يقول: “حرارة أبريل تكشف هشاشة البنية التحتية قبل يوليوز وغشت، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل أكبر”، متسائلا عن دور الجهات المعنية في مراقبة الأشغال.
أما الناشط “عبد الرحيم زكري”، فاعتبر أن غياب التتبع والمراقبة كان سببا في النتيجة الكارثية، مضيفا أن الطريق لم تمر عليها سنة واحدة منذ انتهاء الأشغال، حتى بدأت السيارات تلتصق بالأرض وظهرت التربة مكشوفة بدون أسفلت.
وطالب نشطاء وحقوقيون بتشكيل لجنة مستقلة لمعاينة الوضع ميدانيا، والتحقيق في الأسباب التي أدت إلى ما وصفوه بـ”رداءة الأشغال”، مع ترتيب المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان احترام المال العام وتفادي تكرار مثل هذه الاختلالات.
وفي تصريح لـ”العمق”، أكد يوسف شيري، رئيس جماعة ترميكت، أن مشروع تهيئة الطريق الحيوية بين دواوير الجماعة كان مطلبًا للساكنة منذ أكثر من 20 سنة، نظرًا للمعاناة المستمرة مع الطريق المهترئة والعديد من الحفر التي كانت تشكل خطرًا على حياة المواطنين.
وأوضح شيري أن الجماعة قامت بترافع مستمر على مدى السنوات الماضية حتى تمكنت من توقيع اتفاقية شراكة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، والذي يعتبر من أولويات التنمية في المنطقة. وأضاف أن المشروع تم توقيعه في إطار اتفاقية شراكة بين مجلس جماعة ترميكت ووزارة الفلاحة، وبالتعاون مع وكالة تنمية الواحات.
كما أكد رئيس الجماعة أن جميع الدراسات التقنية المتعلقة بالمشروع تمت وفقًا للمعايير والقوانين الجاري بها العمل، وذلك لضمان تنفيذ المشروع بأعلى مستويات الجودة.
وأشار شيري إلى أن الشطر الأول من المشروع يتم إنجازه بتمويل من وزارة الفلاحة، حيث يشرف على تنفيذه المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، الذي قام بكافة الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ المشروع وفقًا للمعايير المطلوبة.
ورغم الانتهاء من الأشغال، أكد رئيس الجماعة أن المقاولة المسؤولة عن المشروع لم تتسلم بعد التسليم النهائي للأشغال (réception définitive) وأن مرحلة الضمان ما زالت مستمرة. وأضاف أن المقاولة قد استأنفت الأشغال، وستظل لجنة التتبع تتابع المشروع عن كثب لضمان جودته حتى استكماله وفقًا للمعايير المحددة في وثائق الصفقة.
واختتم شيري تصريحه بالقول إن الجماعة حريصة على نجاح المشروع وتقديمه بالشكل الذي يلبي احتياجات الساكنة، مشيرًا إلى أن بعض الخصوم السياسيين قد حاولوا استغلال هذه المرحلة لنشر مغالطات وتشويه صورة المجلس الحالي. وأكد أن هذه المحاولات لن توقف عزيمة المجلس في الدفاع عن مصلحة الساكنة، مشددًا على أن تظافر جهود كافة الأطراف سيحقق التنمية المنشودة للجماعة.
تعليقات الزوار
تدوينة في الصميم.. اشكالية تستحق الاهتمام.
هل هذه الفضيحة تحتاج توضيحا يا بيدق أخنوش ؟؟؟؟ الجماعة مقرها غير بعيد إلا بأمتار عن الحفر، و جبال من الأزبال، و مقاهي كل الممنوعات، ولا تحرك ساكنا أيها الرئيس الييدق؟؟؟ الطريق الرئيسية المؤدية إلى زاكورة أمام ناظريك صارت سوقا أسبوعية و مقبرة متحركة.... لا تظهر إلا في مهرجانات التهريج والتبوريدة.....
نفس الحال في الطريق الرابطة بين اكويم و تيديلي بتواطؤ المجلس الجماعي لم يتم تسليم الاشغال إلا أن الغش في الاشغال اتضح حتى قبل نهاية الاشغال