خارج الحدود

مهلة 24 ساعة لصفقة الأسرى ووقف الحرب.. بن غفير يهدد و”حماس” ترفع السقف

يواجه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي فترة 24 ساعة حاسمة في المفاوضات الجارية بالدوحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه المهلة وسط انقسام داخلي في إسرائيل وتصعيد في المواقف من الجانب الفلسطيني.

فقد انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بشدة الصفقة المحتملة، مطالبا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسحب فريق التفاوض من الدوحة والبدء في عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة. ولوّح بن غفير بإمكانية انسحاب حزبه من الحكومة إذا تجاوزت الصفقة “الخطوط الحمراء” التي لم يفصح عنها.

وقال بن غفير في تصريحات صحفية إن “الصفقة التي نسمع عنها خطأ فادح”، مؤكدا على ضرورة “إعادة فريق المفاوضات من الدوحة وبدء عملية واسعة بغزة”.

في المقابل، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بإنهاء الحرب وإعادة ذويهم فورا. وفي مؤتمر صحفي مؤثر، اتهمت العائلات نتنياهو بـ”خوض الحرب لاعتبارات سياسية” و”قيادة الإسرائيليين إلى حرب أبدية وإقامة مستوطنات في غزة”، مشددة على أن “استمرار الحرب سيقتل باقي الرهائن” وأن “إعادة المختطفين وإنهاء الحرب مصلحة إسرائيلية”.

وقد خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات بتل أبيب تضامنا مع عائلات الأسرى، مطالبين الحكومة بوقف الحرب وإبرام صفقة تعيد المحتجزين.

وعلى الجانب الفلسطيني، أعلنت حركة حماس أن “مرحلة الصفقات الجزئية انتهت”، في إشارة إلى رفضها أي اتفاق لا يتضمن وقفاً شاملاً للحرب وإنهاء الحصار على غزة.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الحكومة “تمنح المفاوضات فرصة حقيقية”، ويتوقع اتخاذ القرار النهائي مساء اليوم الأحد. وأشارت مصادر للجزيرة إلى أن الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة “غير مخول بصلاحيات كافية للبت في القضايا العالقة”، وأن نتنياهو “يريد الإفراج عن جميع الأسرى في غزة دون وقف الحرب”.

بينما أبدت إسرائيل انفتاحها على “تغييرات طفيفة” على الإطار الذي حدده المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إلا أنها ترفض أي “تعديلات جوهرية”.

وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن الجيش مستمر في تنفيذ الهجمات في غزة، وأن إسرائيل تمنح حماس “فترة قصيرة” للتوصل إلى صفقة، محذرة من أن “العملية العسكرية ستبدأ رسميا” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

يُذكر أن إسرائيل تقدر وجود 58 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء. وقد كثف جيش الاحتلال قصفه على القطاع خلال الأيام الأربعة الماضية، بالتزامن مع جهود الوساطة وزيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمنطقة التي لم تحقق الهدنة المرجوة.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل قد انتهت مطلع مارس الماضي، بعد أن بدأت في 19 يناير بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي. إلا أن نتنياهو تنصل من بدء المرحلة الثانية واستأنف العمليات العسكرية في 18 مارس.

وتشن إسرائيل، بدعم أميركي، حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلفت نحو 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين.