أطلق عدد من سكان دواوير الزات نوفلا بجماعة تغدوين بإقليم الحوز نداء استغاثة لتسريع إنجاز مسالك طرقية وفتح تحقيق في تعثر المشاريع ذات العلاقة، مستنكرين الاستمرار في حمل المرضى والحوامل في نعوش الأموات لإيصالهم لإخراج من الدواوير نحو المستشفيات.
وتعرف منطقة الزات نوفلا حالة من العزلة اعتبرها عدد من السكان “عيبا وحالة شاذة في مغرب 2025″، معتبرين أن نداءهم “صرخة نابعة عمق الوطنية، ومن الغيرة على هذه الأرض، ومن الألم الذي لم يعد يُحتمل”، كما جاء في بيان نشره المستشار بجماعة تغدوين حسن أبو الظهر.
وتنتشر بين الفينة والأخرى بمختلف دواوير الزات صورا ومقاطع فيديو لمرضى يتم حمل على النعوش لعشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى أقرب نقطة يمكن أن تصلها سيارات الإسعاف.
وأضاف أبو الظهر “لقد وصل الوضع في دواوير الزات نوفلا تالوين تنييگن وتمجيت وزروون وتغزيرت، إلى مستويات لا تليق بالكرامة الإنسانية، ناهيك عن مغاربة في سنة 2025″، مردفا “نُحمِّل المسؤولية لكل الجهات المعنية التي لم تُحرك ساكنًا رغم النداءات المتكررة منذ سنوات”، و”نطالب بفتح تحقيق في سبب تعثر إنجاز المسلك الطرقي الذي رُصدت له ميزانية ضخمة ولم يُنجز”.
كما دعا المستشار في بيانه الذي لقي تفاعلا واسعا على موقع فيسبوك إلى “التدخل العاجل لفك العزلة وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية”.
وفي تعليق على الموضوع، قالت فاطمة الكامل وهي من بنات المنطقة “وبصفتي بنت زروون الزات نوفلا بنت المنطقة أبا عن جد أوجه خطابي إلى كل من يتحمّل مسؤولية هذا الوطن: إلى متى ستستمرون في تجاهل معاناة منطقتنا؟! إلى متى سنظل نُعامل وكأننا خارج خريطة هذا البلد؟ نحن لسنا أرقامًا ولا مناطق من الدرجة الثانية، نحن أبناء هذا الوطن، ولنا فيه نفس الحقوق التي تنعم بها مناطق أخرى. ما نعيشه من عزلة، تهميش، إقصاء، وفقر مدقع ليس قَدَرًا، بل نتيجة مباشرة لإهمالكم وصمتكم وقراراتكم المجحفة”.
وأضافت “كفى وعودًا جوفاء، كفى زيارات استعراضية، كفى تسييرًا للأزمات بدل حلّها. تعبنا من انتظار إصلاح لا يأتي، ومن خطط لا تُنفّذ، ومن مسؤولين لا يسمعون إلا أنفسهم. غيرتي على بلدتي ليست شعارات، بل نداء صادق وصارخ: افتحوا أعينكم، تحمّلوا مسؤولياتكم، أو افسحوا الطريق لمن يريد فعلاً بناء وطن لا يترك أحدًا خلفه”.
وتابعت “منطقتنا تعاني، تُعزل كل شتاء، وتُهمَّش كل سنة، وأنت تتفرّج من خلف المكاتب أو تنظر إلينا من فوق. أين ضميرك وأنت ترى أبناءنا يقطعون الكيلومترات على الأقدام للوصول إلى مدرسة أو مستوصف؟! أين إنسانيتك وأنت تسير على طرق مُعبّدة بسيارات الدولة، بينما أهلنا يسيرون على الأوحال والحفر والوديان؟”.
وتفاعلا مع الموضوع وجهت النائبة البرلمانية حنان فرطاس عن الفريق الاشتراكي معارضة الاتحادية، سؤالا كتابيا إلى وزير التجهيز والماء، قالت فيه “لا تزال ساكنة عدد من دواوير جماعة تندوين بإقليم الحوز تعيش وضعا مأساويا نتيجة العزلة الخانقة وغياب البنية التحتية المنهارة، وهي وضعية تجعل من أبسط حقوق المواطنين – كالتنقل والولوج إلى الخدمات – أمرا بات محفوفا بالخطر”.
وأردفت “ولعل ما شهدته منطقة تندوين مؤخرا، حين اضطرت الساكنة إلى حمل سيدة مريضة على نعش تقليدي نحو دوار “أمكر”، بسبب غياب مسلك طريق يمكن سيارة إسعاف سلكه، يُعَدّ أبلغ صور حجم الإقصاء والتهميش الذي تُخطّط فيه هذه المناطق”.
وشدد البرلمانية على أن “نساء ورجالا من الفرق الأخرى بالمنطقة يتوفّين بدل سيارات الإسعاف، لا لشيء إلا لأن الطريق “لا تزال حلما مؤجلا” ومطلبا يواجه التجاهل عاما بعد عام”.
وزادت “وما دواوير ايتفن وتفلا وغيرها من النماذج إلا دليل إضافي على حجم هذا الإهمال، رغم النداءات المتكررة من الساكنة، ومطالبهم الموسومة في ذات الغرض”.
وساءلت الوزير عن “الإجراءات العاجلة والملموسة التي تنوون اتخاذها لفك العزلة عن هذه المناطق، لا سيما إصلاح المسالك الطرقية التي تربط تندوين بدوار أمكر، وتوفير الشروط الدنيا للكرامة الإنسانية والتنمية المجالية المستحقة”.