في ليلة استثنائية اختلط فيها الحنين بالتكنولوجيا، أحيا مهرجان موازين إيقاعات العالم، مساء الإثنين، أمسية فنية استُحضرت فيها روح العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، عبر عرض مبهر بتقنية الهولوغرام ، شكل لحظة تاريخية لمحبي الزمن الجميل، وحدثاً غير مسبوق في تاريخ المهرجان.
وسط تصفيق جماهيري حار ودموع حنين بدت على وجوه الحاضرين، ظهر عبد الحليم حافظ على المسرح وكأنه عاد من سباتٍ طويل، يغني “قارئة الفنجان” و”جانا الهوى” و”زي الهوا”، أمام عشاقه الذين تناغموا مع صوته وكلماته كما لو كان بينهم حقا.
جاء هذا العرض في إطار سعي مهرجان موازين، إلى الجمع بين الإبداع الفني الكلاسيكي والتطور التكنولوجي، وذلك من خلال شراكة فنية اعتمدت على أحدث تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد.
وتم تصميم المشاهد البصرية بتقنيات دقيقة استعانت بالأرشيف الأصلي للفنان وبخبراء في المؤثرات الخاصة، لتقديم تجربة “حليمية” قريبة من الواقع.
ويهدف هذا النوع من العروض إلى ربط الأجيال الجديدة برواد الأغنية العربية، واستحضار رموز أثروا الوجدان الجمعي العربي، في وقت تتغير فيه معايير الشهرة والنجومية بشكل متسارع.
كما اعتُبر الحفل رسالة فنية تفيد بأن الإرث الغنائي لا يموت، بل يجد طريقه دائما إلى الحياة مجدداً، إذا ما توفرت له الأدوات والنية الفنية الصادقة.
الحدث أثار تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بين من عبّروا عن تأثرهم العميق بالعرض، ومن رأوا أن الفن يجب أن يبقى حياً بأهله لا بصورهم فقط، بينما رأى آخرون أن الهولوغرام يفتح الباب أمام إعادة تقديم رموز فنية بطرق مبتكرة لجمهور لم يسعفه الزمن في لقائهم وجها لوجه.
ويبقى حضور عبد الحليم حافظ في موازين 2025 لحظة مميزة في تاريخ المهرجان، ومؤشرا على انفتاحه على أشكال فنية جديدة تحترم الماضي وتغامر بالمستقبل.