أنهى نادي أولمبيك آسفي موسمه المميز بتتويج تاريخي بلقب كأس العرش على حساب نهضة بركان، متمكنًا من إنهاء عقدة “صفر لقب” التي رافقته منذ 104 أعوام، وذلك تحت قيادة الإطار الوطني أمين الكرمة.
ونجح الفريق المسفيوي في الظفر بلقب كأس العرش، قاضيًا بذلك على حلم نهضة بركان في تحقيق الثلاثية التاريخية بعد لقبي البطولة الاحترافية وكأس الكونفدرالية الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أكد المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف استحقاق أولمبيك آسفي التتويج بهذا اللقب الغالي، مشيرًا إلى أن المعطيات الأولية كانت ترجّح كفة نهضة بركان بالنظر إلى الفوارق بين الناديين، لولا عزيمة وإصرار المدرب أمين الكرمة وأبنائه، خلال المواجهة التي شدد على مرورها في أعلى مستوى.
وقال أوشريف في تصريح لجريدة “العمق”: “المباراة النهائية كانت بمستوى عالٍ. على الورق، كان الفوز لنهضة بركان بالنظر للإمكانيات البشرية والمادية، فضلًا عن الانتشاء بلقبي البطولة والكونفدرالية، لكن فريق أولمبيك آسفي لم يكن سهلًا، وقدم موسمًا محترمًا محليًا”.
وأضاف المتحدث نفسه: “أظن أن هذا التتويج أتى بفضل روح اللاعبين وإصرارهم على تحقيق هذا اللقب الوحيد، والذي وضع ضغطًا كبيرًا، خصوصًا بعد خسارة النهائي السابق بمدينة العيون. المباراة كانت تكتيكية بين المدربين، ومن تفوق هو مدرب آسفي رغم الفوارق”.
وتابع: “اللعب الجماعي، والتجانس، وطريقة لعب المدرب، جعلت أولمبيك آسفي يحقق الانتصار وسهلت مهمته. أما نهضة بركان فكانت تبحث عن الفوز بأي طريقة، وبعد مجموعة من الهجمات والفرص التي وجدت تنظيمًا تكتيكيًا محكمًا من لاعبي أولمبيك آسفي، ورغم المعاناة على المستوى البدني في الشوط الثاني لكلا الفريقين، إلا أن المواجهة كانت تقنية تكتيكية، وتفوق فيها أمين الكرمة الذي أغلق المنافذ رافضًا أن تهتز شباكه بعد هدف بركان الأول”.
وأردف: “فوز أولمبيك آسفي بكأس العرش مستحق، وكان الفريق محظوظًا بجماهيره التي ساعدته من خلال الضغط والأجواء التي خلقتها. والمدرب أمين الكرمة، ابن الفريق، يعرفه جيدًا، وقد تحدى جميع الصعاب والمشاكل منذ بداية الموسم”.
واختتم حديثه بالقول: “أمين الكرمة دخل تاريخ الفريق من أوسع أبوابه، وحقق هذا اللقب المستحق والغالي من خلال مسار ناضج، عرف كيف يتعامل مع المباراة، أمام نهضة بركان الذي جعل المواجهة متكافئة بأدائه المميز طيلة أطوار اللقاء”.
وتمكن نادي أولمبيك آسفي من التتويج بلقب كأس العرش عقب الإطاحة بنهضة بركان في مباراة استمرت حتى ركلات الجزاء، التي حُسمت بنتيجة 6 مقابل 5، وذلك خلال اللقاء الذي جرت أطواره بالملعب الكبير لمدينة فاس، بحضور الأمير مولاي رشيد، ومجموعة من الشخصيات السياسية والرياضية المهمة.