خارج الحدود

“شلالات دماء بغزة”.. 250 شهيدا خلال 36 ساعة و”حماس” تدرس مقترحا يدعمه ترامب

ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة بشكل مروع خلال الساعات الماضية، إذ أفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع، صباح اليوم الأربعاء، أن عدد الشهداء بلغ 108 قتلى منذ فجر اليوم فقط، نتيجة غارات إسرائيلية مكثفة على أنحاء متفرقة من القطاع، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 250 شهيدا خلال 36 ساعة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية، فقد استقبلت مستشفيات غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 142 شهيدا و487 جريحا، بينما تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات بالغة في انتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الشوارع، في ظل الاستهداف المتكرر لفرق الإنقاذ، ونقص الإمكانيات.

ومع هذا التصعيد الدموي، ترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 57,012 شهيدا و134,592 جريحا، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، يُعتقد أن العديد منهم لا يزالون تحت الركام في مناطق مدمرة كليًا.

مقترح هدنة “60 يوما”

في تطور سياسي لافت، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، في منشور على منصته “تروث سوشيال”، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، مشيرًا إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين سيتولون تقديم مقترح نهائي لحركة حماس.

وأضاف ترامب: “آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق، لأنه لن يتحسن، بل سيزداد سوءا”، في إشارة إلى ضغوط أميركية لتمرير الاتفاق خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا السياق، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها تدرس المقترحات التي وصلتها من الوسطاء، مؤكدة في بيان رسمي أنها تتعامل مع الملف “بمسؤولية وطنية عالية”، وتجري مشاورات داخلية بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يوقف العدوان ويضمن انسحاب الاحتلال من غزة وتوفير الإغاثة العاجلة للسكان.

وقال كمال أبو عون، عضو المكتب السياسي للحركة، إن حماس “منفتحة بشكل إيجابي” على المقترحات، مشددًا على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى وقف كامل للحرب ويُحقق المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني.

كما أشاد أبو عون بدور الشارع الفلسطيني في غزة، قائلا إن الشعب أسقط مخططات الاحتلال لإدارة القطاع عبر “جهات مشبوهة لا تمثل مصالحه وقيمه”، على حد تعبيره.

انقسام إسرائيلي

وعلى الجانب الإسرائيلي، تستمر الخلافات داخل حكومة بنيامين نتنياهو بشأن المقترحات المطروحة. فقد جدد وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وهما من أبرز قادة اليمين المتطرف، رفضهما لأي اتفاق لوقف إطلاق النار أو صفقة تبادل.

وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الوزيرين يعقدان اجتماعات طارئة تهدف إلى إفشال الصفقة، والدفع نحو استكمال الحرب وإعادة احتلال قطاع غزة.

في المقابل، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن هناك “أغلبية كبيرة داخل الحكومة والشعب تؤيد خطة إطلاق سراح الرهائن”، مضيفا: “إذا أتيحت لنا الفرصة فلا يجوز أن نضيعها.”

من جانبها، جددت المعارضة الإسرائيلية استعدادها لتوفير دعم برلماني لرئيس الوزراء نتنياهو إذا قرر المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق، مما يُقلل من قدرة أحزاب اليمين المتطرف على إسقاط حكومته، خاصة أن حزب “هناك مستقبل” بزعامة يائير لابيد يمتلك 23 مقعدًا مقابل 13 فقط لبن غفير وسموتريتش مجتمعَين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، خلّفت حتى اليوم أكثر من 191 ألف ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة كارثية وموجات نزوح غير مسبوقة، وسط صمت دولي وتواطؤ أميركي واضح، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

* الصورة من دفن شهداء في غزة في وقت سابق

تعليقات الزوار