أدب وفنون

كلمات نابية وملابس مستفزة.. “طوطو” يجر القناة الثانية للمساءلة أمام الهاكا

تلقت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، أمس الأربعاء، شكاية ضد القناة الثانية “دوزيم” تتهمها بخرق مقتضيات دفتر التحملات الخاص بها.

وجاء في نص الشكاية التي توصلت “العمق” بنسخة منها: “بثت القناة الثانية 2M يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025، ابتداء من الساعة 23:05، سهرة من سهرات مهرجان موازين، لشخص في هيأة غريبة، يرتدي لباسا يحمل كلمة “salgot” مع وضع نجمة العلم المغربي وسط الكلمة، بالإضافة إلى ترديده كلمات نابية، منها “قودوها قودوها”، ويحرض الجمهور على ترديدها معه”.

واعتبرت الشكاية أن ذلك يعد “إخلالا من القناة الثانية بمقتضيات دفتر التحملات الخاص بها، لاسيما الفقرة الثالثة من المادة 3”.

وتابع ذات المصدر، أن “الهيأة التي ظهر عليها الشخص المعني فوق المنصة، وترديده للكلمات النابية، من شأنه تعريض السلامة الأخلاقية والنفسية للجمهور للخطر، فضلا عن كونها تمس بالكرامة الإنسانية وبالأخلاق العامة”.

وأثار بث القناة الثانية “دوزيم” لحفل مغني الراب المغربي “طوطو”، الثلاثاء الماضي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تخلل العرض كلمات وعبارات وُصفت بأنها “نابية” ولا تتماشى مع قيم وثقافة المجتمع المغربي.

وتداول نشطاء إلكترونيين مقاطع من الحفل الذي نُقل على شاشة قناة عمومية، معربين عن استيائهم من “التطبيع مع الإساءة اللفظية” في وقت تُمول فيه القناة من المال العام، مؤكدين أن مضمون الحفل لا يراعي ما وصفوه بـ”حرمة البيوت المغربية”، لاسيما وأن البث تم في وقت الذروة الذي يشهد متابعة من مختلف الفئات العمرية.

وكتب أحد المعلقين: “هل يعقل أن ننفق من ضرائب المواطنين على محتوى يحمل سبا وشتما؟ هذه إساءة للمرفق العمومي قبل أن تكون إساءة للذوق العام”. في حين تساءل آخرون عن دور الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في ضبط مثل هذه الانزلاقات.

وطالب عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بـ”ضرورة فتح تحقيق” حول المعايير التي اعتمدتها القناة لبث هذا الحفل، مشددين على أن احترام القيم المجتمعية لا يتعارض مع حرية التعبير أو الفن، بل يُعد جزءا من المسؤولية الأخلاقية والإعلامية.

وخلق حفل مغني الراب “الغراندي طوطو” في مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” الذي شهد حضورا جماهيريا قياسيا نقاشا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز الموسيقى إلى الحديث عن “الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية”.

وانقسمت الآراء في منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين اعتبروا طوطو “صوت الجيل الجديد” الذي يترجم تمرده بلغة الشارع، وبين منتقدين وصفوا محتوى عرضه بـ”المسيء للذوق العام” و”غير الملائم للمهرجان الأكبر في المغرب”، خاصة بالنظر إلى ماضيه المثير للجدل وتصريحاته السابقة المتعلقة بتعاطيه الحشيش.

وتأتي مشاركة “طوطو”  في “موازين” بعد فترة من “الإبعاد الضمني” عن الساحة الرسمية، على خلفية تصريحاته سنة 2022 التي أقر فيها بتعاطي المخدرات، الأمر الذي عرضه لموجة هجوم وصل صداها إلى قبة البرلمان، ما اضطره حينها إلى تقديم اعتذار علني، في خطوة بدت كنوع من التهدئة مع الرأي العام الذي طالب بمحاكمته.

وأعادت عودة “طوطو” إلى الساحة الفنية الرسمية من خلال مهرجان “موازين” إشعال الجدل، وطرحت تساؤلات حول مدى اتساق السياسات الثقافية في المغرب، وإن كانت تستند إلى منطق تربوي اجتماعي أم إلى حسابات جماهيرية وربحية بحتة.

وعبر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من منح “طوطو” فرصة الظهور من أكبر منصة في مهرجان “موازين”، معتبرين أن ذلك تشجيع على الانحلال الأخلاقي وتأثيرا سلبيا على الآلاف من متابعيه من فئة المراهقين.

من جهة أخرى يرى مناصرو “طوطو”، أنه “حالة فريدة ومرآة لجيله”، وأنه نموذج لتحوّل الذائقة الفنية نحو الواقعية والاحتجاج، بعيدا عن التجميل والخطاب الرسمي.

واعتبر بعض المتابعين للساحة الفنية، أن الجدل الذي يرافق حفلات “طوطو” لا يرتبط فقط بشخصه، بل يكشف صراعا عميقا بين جيلين: الأول يرى في الفن وسيلة تهذيب وتربية، وجيل جديد يطالب بمنصة للتعبير عن غضبه، قلقه، وتمرده، بلغة قد تكون صادمة لكنها تعبر عن واقعه.

وكانت شوارع العاصمة الرباط، قد غصّت السبت الماضي بعشرات الآلاف من المعجبين الذين توافدوا من مختلف المدن، ما أدى إلى اختناقات مرورية، وإغلاق جزئي لبعض المحاور الرئيسية.

تعليقات الزوار