فيديوهات: يونس الميموني
تتواصل جهود السلطات، لليوم الثاني على التوالي، من أجل السيطرة على حريق غابوي واسع النطاق اندلع بجماعة الدردارة التابعة لدائرة باب تازة بإقليم شفشاون، والذي أتى على نحو 500 هكتار من الغطاء الغابوي وبعض الحقول الفلاحية المجاورة.
وأفادت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في بلاغ لها، أن فرق الإطفاء تمكنت من إحكام السيطرة على ثلاث من أصل أربع بؤر كبيرة للحريق، فيما تواصل الطائرات عملها لإخماد البؤرة المتبقية، إلى جانب تطويق بؤر صغيرة على المستوى البري.
وحسب معطيات الوكالة، فقد جرى تسخير إمكانيات بشرية ولوجستية ضخمة، شملت تعبئة نحو 450 عنصرا من مختلف الأجهزة المعنية، واستعمال 8 طائرات متخصصة في إخماد الحرائق، من بينها أربع من نوع “كانادير” وأربع من نوع “توربو تراش”، نفذت عشرات الطلعات الجوية في محاولة لاحتواء النيران.
وشارك في عمليات الإطفاء عناصر القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي والإنعاش الوطني، إلى جانب السلطات المحلية وعدد من المتطوعين من الساكنة، وذلك في ظل ظروف مناخية صعبة، حيث ساهمت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في تسريع انتشار ألسنة اللهب.
مراسل جريدة “العمق” عاين بعين المكان انقطاع حركة المرور لساعات بالطريق الرابطة بين شفشاون ووزان بسبب امتداد النيران، ولحظات تدخل طائرات “كنادير” فوق الجبال، بالتوازي مع جهود فرق الإنقاذ على الأرض.
وفي هذا الصدد، عبر عدد من سكان المنقطة في تصريحات للجريدة، عن مخاوفهم من امتداد الحريق إلى منازلهم، في حين كشف فلاحون عن تكبدهم خسائر كبيرة في محاصيلهم الزراعية، خاصة أشجار الزيتون.
وقال فلاح من دوار أكراد، إن النيران التهمت ضيعته بالكامل التي كانت تضم 100 شجرة زيتون و10 أشجار كرموس، مضيفا أن أسرته نجت بفضل تدخل الجيران وفرق الإطفاء لإجلائهم، مشيرا إلى أن ضيعات أخرى بالمنطقة لم تسلم من ألسنة النيران.
وأكدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن جميع الموارد البشرية والوسائل التقنية تظل معبأة إلى حين السيطرة الكاملة على الحريق وإخماده بشكل نهائي، في وقت سجلت فيه تحسنا ملحوظا في الوضع مقارنة بيوم أمس، دون تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية حتى الآن.
وفي سياق متصل، علمت جريدة “العمق” من مصدر موثوق أن عناصر الدرك الملكي بإقليم شفشاون أوقفت، أمس الثلاثاء، مشتبها فيه يعمل بائع قهوة متجول، يُرجح أن له علاقة بالحريق، حيث أوضح المصدر أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بتطوان أمر بوضع المعني رهن الحراسة النظرية.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن التحريات الأولية تشير إلى أن الموقوف أقدم على إحراق بعض نفايات القهوة، ما تسبب في اندلاع الحريق، دون أن يكون في نيته إضرام النار عمدا، غير أن إقدامه على هذا الفعل دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة أدى إلى كارثة بيئية وخسائر لم يتم حصرها بعد، وفق مصادر الجريدة.
ويأتي هذا الحريق تزامنا مع موجة حر شديدة تشهدها المملكة، حيث أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن تسجيل موجة حر مع الشركي، من اليوم الأربعاء إلى يوم السبت المقبل، بدرجات حرارة تتراوح ما بين 38 و47 درجة مئوية بعدد من مناطق المملكة.
وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 44 و47 درجة، من غد الأربعاء إلى السبت المقبل، بأقاليم طاطا وأسا الزاك والسمارة وبوجدور ووادي الذهب.
كما تتوقع المديرية تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 42 و 44 درجة، غدا الأربعاء وبعد غد الخميس، بعمالات وأقاليم وزان، وفاس، ومولاي يعقوب، وتاونات، ومكناس، وسيدي قاسم، والخميسات، وسيدي سليمان، والفقيه بن صالح، وبني ملال، وخريبكة، وأزيلال، وسطات، والحوز، وشيشاوة، واليوسفية، وقلعة السراغنة، ومراكش، والرحامنة، وتارودانت، وكلميم، و العيون.
وسيتم، حسب المصدر ذاته، تسجيل موجة حر غدا الأربعاء وبعد غد الخميس بدرجات تتراوح بين 38 و42 درجة بعمالات وأقاليم تازة، والحاجب، وصفرو، وخنيفرة، ومديونة، والنواصر، وداخل أقاليم طنجة أصيلة، والعرائش، والقنيطرة، وسلا، والصخيرات تمارة، وبرشيد، والجديدة، وبنسليمان، وسيدي بنور، وآسفي.
كما تتوقع المديرية تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 39 و44 درجة يومي الجمعة والسبت المقبيلن بعمالات وأقاليم كل من وزان، ومكناس، وفاس، وصفرو، ومولاي يعقوب، والحاجب، وتازة، وتاونات، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، والخميسات، وبني ملال، وخنيفرة، وخريبكة، وأزيلال، والفقيه بن صالح سطات، والرحامنة، وشيشاوة، والحوز، وقلعة السراغنة، ومراكش، واليوسفية، وتارودانت و كلميم.