أعلنت الأمم المتحدة رسمياً اليوم حالة المجاعة في قطاع غزة، وهو أول إعلان من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لتقرير خبراء التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، يواجه نحو نصف مليون شخص في القطاع “جوعا كارثيا”، فيما أكدت إسرائيل رفضها لهذا التقرير واعتبرته “أكاذيب” تستند إلى رواية حماس.
وفي تصريح له، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن هذه المجاعة كان من الممكن تفاديها بالكامل لولا ما وصفه بـ”العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل” لدخول المساعدات الغذائية. من جانبه، علق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالقول: “لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب”، بينما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن “تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب”.
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا رسميا ترفض فيه نتائج التقرير، مؤكدة أنه “لا توجد مجاعة في غزة”. وأشارت الوزارة إلى أن “التدفق الهائل للمساعدات” في الأسابيع الأخيرة قد أغرق القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعارها. وفي موقف مثير للجدل، شكك السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، في نتائج التقرير، مدعيا أن “من يعانون الجوع هم الرهائن الذين تم خطفهم وتعذيبهم على أيدي متوحشي حماس”.
وتزامن هذا الإعلان مع تصريحات متضاربة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن مستقبل قطاع غزة. ففي وقت سابق من اليوم، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ”تدمير مدينة غزة” إذا لم تتخل حركة حماس عن سلاحها وتطلق جميع الرهائن.
وفي المقابل، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن أمس الخميس أنه أصدر توجيهات بالبدء الفوري بمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، مؤكدا أن هذه المفاوضات ستتزامن مع “خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس”، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.