تدق دقائق العد التنازلي لنهاية الميركاتو الحالي ناقوس الخطر، حيث يسارع المحترفون المغاربة حسم مصيرهم بالانضمام إلى الفرق التي تشارك في البطولات الأوروبية، قصد تطوير مهاراتهم وتعزيز احترافهم، حتى يتمكنوا من حجز مقعدهم في التشكيلة التي يختارها الناخب الوطني المغربي وليد الركراكي للمشاركة مع المنتخب الوطني في الاستحقاقات الإفريقية القادمة، كأس أفريقيا للأمم المقرر تنظيمه في المغرب متم هذه السنة 2025.
أكثر من 10 صفقات محسومة
ولحد الآن حسم 10 لاعبين مغاربة مستقبلهم بالانضمام إلى الفرق الأوروبية، التي تنافس في شتى الدوريات، ويخص الأمر كل من زكريا أبو خلال، الذي كتب فصلا جديدا في مسيرته بالانضمام إلى الدوري الإيطالي لأول مرة في تاريخه باللعب في صفوف فريق تورينو بعقد يمتد لمدة 4 سنوات حتى 2029، قادما من صفوف تولوز الفرنسي، في صفقة كلفت خزينة تورينو 10 ملايين.
وعلى نهجه سار كذلك نائل العيناوي، حين انضم هذا الصيف إلى فريق روما الإيطالي بعقد يبقيه في صفوف الفريق لمدة 5 سنوات، مكلفا فريقه الجديد مبلغ 25 مليون، في الوقت الذي يطمح فيه اللاعب تمثيل ألوان المنتخب الوطني في مبارياته ضد النيجر وزامبيا، في إطار التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وفي الدوري الإسباني لم تغب الأسماء المغربية في اعتلاء لائحة اللاعبين الذين يمارسون في الليغا، حيث التحق عبد الكبير عبقار بدفاعات نادي خيتافي بعقد يمتد لثلاثة مواسم إلى غاية 2028، قادما من نادي ديبورتو ألافيس، وفي طموحه تعزيز خبرته الدفاعية ليجعل هذه الصفقة في المستوى المطلوب في المنتخب الوطني المغربي.
وفور خروج عبقار من نادي ألافيس، قرر يوسف الخديم شغل مكانه، بالتوقيع في صفوف الفريق الإسباني عقدا يمضي به اللاعب المغربي أربعة مواسم إلى غاية صيف 2029، وكان يوسف قد خاض تجربة إسبانية في رديف ريال مدريد “كاستيا” سنة 2017، وهو الآن في بداية مسيرته يريد تعزيزها بتجربة جيدة تثمر له تمثيل المنتخب الوطني في المواعيد القادمة.
وانتقالا إلى الدوري الفرنسي، سجل كذلك هذا الميركاتو الحالي التحاق بعض الأسماء المغربية بالفرق الفرنسية في دوري الدرجة الأولى، قصد تعزيز حظوظهم في الظفر بمقعد في المنتخب الوطني، قبل أن تنطلق منافسات كأس إفريقيا للأمم، وأبرز هذه الأسماء يوسف العربي، الذي بصم على عودته إلى الدوريات الخمس الكبرى، بالتوقيع في صفوف نادي نانت الفرنسي عقدا يقضي به اللاعب المغربي موسما واحدا في الفريق، بعد أن تمكن من فسخ عقده مع أبويل نيقوسيا القبرصي.
وعرف بدوره الدوري الإنجليزي صفقات مغربية، أبرزها كانت أمين عدلي، الذي تمكن أخيرا من وضع الحد لتجربته في الدوري الألماني بالانتقال إلى بورنموث، في صفقة بلغت قيمتها 29 مليون يورو، ويتصدرها طموح كتابة التاريخ في الدوري الإنجليزي، مثلما اعتاد الجميع الأسماء العربية في البريمير ليغ ونجاحهم في هذه المنافسة.
وعزز هذه الصفقة التحاق الصاعد الجديد شمس الدين الطالبي إلى صفوف نادي ساندرلاند العائد إلى بطولة البريمير ليغ بعد مدة طويلة، بعقد يمتد إلى سنة 2030، بعد أن قدم مستوى مميزا في النادي البلجيكي كلوب بروج، مهد الطريق للفريق الإنجليزي للظفر بخدماته هذا الصيف.
أما بالنسبة للدوريات العربية، فقد شهدت انتقال المدافع المغربي جواد الياميق إلى نادي النجمة السعودي، قادما من الوحدة، مضيفا عامه الثالث في الدوري السعودي يتطلع من خلاله تعزيز خبرته الدفاعية من أجل الالتحاق بتشكيلة الناخب الوطني وليد الركراكي.
وعلى صعيد البطولة المغربية، عرف اسمين مغربيين انتقالهما إلى الدوريات الأوروبية، حيث حظي اللاعب حاتم الصوابي بعقد من الفريق البلجيكي غينت يمتد لمدة أربع سنوات، من غير أن تشير التقارير الصحفية إلى قيمة الصفقة.
وسار في نفس طريقه كذلك الحارس المغربي الواعد ريان أزواغ، الذي انضم حديثا لنادي إشبيلية الإسباني بعقد يمضي به اللاعب 3 مواسم في صفوف الفريق.
صفقات لم تحسم بعد
في الوقت الذي حسمت فيه هذه الصفقات مستقبلها، برزت على الخط كذلك أسماء تحاول أن تنهي فترة الانتقالات الصيفية بتوقيع عقد أحلامهم، ومن بين هؤلاء يظهر اسم بلال الخنوس الذي يواجه مستقبلا غامضا، وسط مفاوضات من الأندية الإنجليزية، حيث تلقى فريقه ليستر سيتي عروضا من كريستال بالاس ونادي توتنهام الإنجليزي، غير أن نادي ليستر لا يريد تخليص اللاعب من شرطه الجزائي، مستغلا صراع الأندية عليه لرفع قيمته.
وبشكل لافت يبرز كذلك اسم عز الدين أوناحي، الذي بدوره يعيش لحظات قاسية في ناديه اولمبيك مارسيليا بعدما خرج من حسابات المدرب دي زيربي، ويطمح اللاعب أن يجد حلا قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وقد تقدم فريق جيرونا عرضا للظفر بخدماته، غير أن فريق مارسيليا يريد مبلغ 12 مليون لتسريح اللاعب، كما أن هناك أيضا رغبة من فريق باناثينايكوس اليوناني في ضمه، نظرا للأداء الذي قدمه الموسم الماضي حين كان معارا.
في المقابل يرغب إلياس بن صغير خوض تجربة أخرى في أحد الأندية غير موناكو، وقد ربطته التقارير الصحفية بالانتقال إلى بايرن ليفركوزن، الذي قدم عرضا للفريق الفرنسي بلغ 25 مليون، ومن المتوقع أن تفضي المفاوضات إلى صفقة انتقال في الأسابيع المقبلة، في ظل إيجابية العلاقات بين الفريقين.
في الضفة الأخرى وتحديدا في فنربخشه التركي، يعيش كذلك المغربيان يوسف النصيري وسفيان أمرابط لحظاتهما الأخيرة في الدوري التركي، حيث تلقى كلاهما عرضا من ناديين أوروبيين، يوسف النصيري تلقى عرضا من ويست هام يونايتد الإنجليزي بلغت قيمته 40 مليون يورو، وسفيان أمرابط تحرك لضمه انتر ميلان بعرض وصل 20 مليون يورو، ومن المحتمل أن تنتهي المفاوضات في الأسابيع القادمة بانتقال اللاعبين إلى فريقيهما، في ظل رغبة الفريق التركي الاستفادة من العرضين مبلغا يمول لهما صفقات جديدة.
وهناك في قطر يبحث الأسد المغربي الآخر حكيم زياش عن تجربة جديدة، بعدما انتهت فترته في الدحيل القطري، وقد ربطت الصحافة اللاعب بالعودة إلى الدوري الهولندي، بينما أشارت أخرى في وقت قريب، عن وجود مفاوضات بينه وبين الفريق الأنقري للعودة إلى الساحة التركية بما يرفع من رصيد حظوظه لتلقي دعوة تمثيل المنتخب الوطني من الناخب الوطني، بعدما غاب عن صفوفه لمدة.
وتشكل اللحظات المتبقية من الميركاتو الحالي بوابة من الحجم الصغير بالنسبة للكثير من المحترفين المغاربة، في ظل اقتراب أبواب سوق الانتقالات من الإغلاق، حيث يمنون النفس العبور بشق الأنفس إلى أندية جديدة تحقق لهم مقعدا في تشكيلة الناخب الوطني وليد الركراكي.