استهدفت الطائرات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في هجوم مباشر خلّف شهداء وجرحى بينهم صحفيون بارزون وعاملون في الطواقم الطبية والإنقاذ. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن القصف أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيًا، من بينهم أربعة صحفيين، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن القصف الإسرائيلي أوقع ما لا يقل عن 15 شهيدًا، من بينهم أربعة صحفيين فلسطينيين هم، مصور قناة الجزيرة محمد سلامة، والمصور حسام المصري، والصحفية مريم أبو دقة، إضافة إلى الصحفي معاذ أبو طه، إلى جانب 11 فلسطينيًا آخرين وعشرات الجرحى.
ووفق روايات شهود عيان ومصادر محلية، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية الطابق الرابع من مستشفى ناصر الطبي بشكل مباشر، قبل أن يتجدد القصف بعد دقائق عبر طائرة مسيرة استهدفت مبنى “الياسين” داخل المجمع ذاته، وذلك بينما كانت فرق الإسعاف والدفاع المدني تحاول إنقاذ المصابين وانتشال الشهداء من تحت الركام. وأسفر القصف الثاني عن استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني وإصابة سبعة آخرين.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ندد بالهجوم، مؤكداً أن عدد الصحفيين الذين قضوا منذ بدء الحرب ارتفع إلى 244، مشيرًا إلى أن استهداف الإعلاميين يتم بصورة “ممنهجة” تهدف إلى طمس الحقيقة والتعتيم على جرائم الاحتلال. ودعا المكتب، في بيان له، الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى تحرك عاجل لإدانة هذه الجرائم، محملاً إسرائيل والإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عنها.
من جانبها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما جرى في مجمع ناصر الطبي “مجزرة تعكس السادية المطلقة للاحتلال الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف المرضى والمصابين ثم امتد ليطال طواقم الإنقاذ والصحفيين على الهواء مباشرة. وأضافت أن “دماء الشهداء ستبقى لعنة تلاحق كل من يصمت أو يتخاذل أمام هذه الجرائم”.
وعلى الصعيد العربي، أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن إدانة بلاده الشديدة للهجوم على المستشفى، مؤكدًا ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة لوقف الجرائم بحق المدنيين في غزة. وطالب الوزير بكسر الحصار المفروض على القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، إضافة إلى توفير الدعم العاجل لوكالة الأونروا والوكالات الأممية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا التصعيد الخطير في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، مع تواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة منذ أكثر من عشرة أشهر، ووسط اتهامات واسعة لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” بحق سكان القطاع.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، المدعوم أمريكيا، أودى حتى الآن بحياة أكثر من 62 ألف فلسطيني، وأصاب نحو 158 ألفا آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
وتواصل السلطات الفلسطينية ومؤسسات حقوقية دولية الدعوة لمحاسبة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية، ووقف ما وصفوه بـ”سياسة القتل الممنهج والتدمير الشامل”، فيما يطالب الإعلام الحكومي في غزة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لردع الاحتلال وتقديم قادته للعدالة الدولية.