الذكاء الاصطناعي التوظيف
اقتصاد

الذكاء الاصطناعي يهدد سوق الشغل بالمغرب.. خبير اقتصادي يقترح 3 حلول لمواجهة الصدمة

أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة تفرض نفسها بقوة على مختلف مناحي الحياة، وبشكل خاص على سوق الشغل الذي يقف على أعتاب تحولات جذرية. وفيما يثير هذا التطور مخاوف حقيقية من اندثار العديد من المهن التقليدية، فإنه يفتح في الوقت ذاته آفاقا واعدة لظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات مختلفة. وفي هذا السياق، يقدم الخبير الاقتصادي محمد جدري رؤيته لمواجهة هذا التحدي الكبير، مؤكدا أن الاستعداد المسبق هو السبيل الوحيد للتكيف مع هذا الواقع الجديد.

وأكد الخبير الاقتصادي محمد جدري أن الذكاء الاصطناعي أصبح أمرا واقعا اليوم مما يستوجب التعامل معه بحذر واستعداد كبيرين لمواجهة التغيرات الجذرية التي سيحدثها في سوق المهن.

أوضح جدري في تصريح خص به جريدة “العمق” أن اختفاء مهن وظهور أخرى جديدة يحتم على المنظومة المجتمعية التحرك في ثلاثة اتجاهات أساسية ومحورية لتفادي الصدمة. ودعا في هذا السياق إلى ضرورة تكوين الأجيال القادمة في كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي ليكونوا مستعدين للعقود القادمة ولا يمكن لهم التعامل مع أي شيء آخر غير هذه التكنولوجيا.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن المسألة الثانية تتعلق بتكوين الأجيال الحالية التي ستندثر مجموعة من مهنها الحالية مما يتطلب تكوين أصحابها وتحويلهم نحو مهن جديدة مطلوبة. وأشار في حديثه ل”العمق” إلى أن قطاعات مثل التأمينات والأبناك والمصاريف وكراء السيارات والمساحات الكبرى مرشحة لتغيير جلدها وقد تختفي منها مهن بشكل كامل ما يفرض تحويل العاملين بها إلى وظائف المستقبل.

وكشف المتحدث ذاته أن الركيزة الثالثة لمواجهة هذا التحدي تكمن في التخلي عن التخصصات الدقيقة والتوجه نحو تكوين جيل من الشباب متعدد الكفاءات والمهارات. وفسر جدري طرحه بالقول إن الشاب المتعدد المهارات يمكنه العمل اليوم في اللوجستيك وغدا في النقل وبعد غد في التجهيز ثم الانتقال إلى البناء والأشغال العمومية مما يمنحه مرونة وقدرة على التكيف مع متطلبات سوق الشغل المتغيرة باستمرار.

وخلص الخبير الاقتصادي محمد جدري في تصريحه للعمق إلى أن الذكاء الاصطناعي بالرغم من أنه يثير المخاوف حاليا لأنه سيفقد الكثيرين مناصب شغلهم إلا أنه سيخلق في المقابل آلاف بل ملايين المناصب الجديدة مشددا على أنه لا يمكن أبدا تعويض العنصر البشري بالآلة الإلكترونية.