كشفت مجلة “جون أفريك” أن فرضية نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” إلى المغرب تم التخلي عنها بشكل نهائي بسبب اعتبارات تتعلق بالتكاليف الباهظة لمثل هذه العملية.
وأوردت المجلة أن الجنرال مايكل لانغلي القائد السابق لأفريكوم حسم الجدل خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في العاشر من يونيو. وأوضح لانغلي أن عملية النقل ستتطلب “نفقات باهظة للغاية لا تعوضها فوائد عملياتية حقيقية” مشددا على أن تحليل التكاليف مقابل الفوائد “لم يكشف عن أي مكسب استراتيجي ملموس”.
نقلت المجلة الفرنسية عن مصدر مقرب من وزارة الدفاع الأمريكية أن التوجه الحالي ليس نقل المقر إلى المغرب بل إعادته إلى الولايات المتحدة على غرار القيادات الأمريكية الأخرى باستثناء القيادة الأوروبية. وأضافت “جون أفريك” أن هذه الخطوة تهدف إلى خفض التكاليف من جهة وتعزيز خلق فرص العمل على الأراضي الأمريكية من جهة أخرى وهي أهداف تتماشى مع سياسة إدارة ترامب في مجالات مختلفة.
أشارت “جون أفريك” إلى أن الحديث عن نقل المقر إلى المغرب عاد إلى الواجهة بعد تصريحات القائد الجديد لأفريكوم الجنرال داغفين أندرسون الذي وصف خلال جلسة استماعه بالكونغرس المغرب بأنه “الشريك الإفريقي الأكثر قدرة على تصدير الأمن والاستقرار”. وأبرزت المجلة أن هذه الإشادة جاءت لتعزز مكانة المغرب كمرشح منطقي لاستضافة المقر بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي كبوابة لإفريقيا وأوروبا فضلا عن كونه مضيفا دائما للمناورات العسكرية الأمريكية.
وذكر التقرير أن شائعات كانت قد تحدثت عن اقتراح الرباط مدنا لاحتضان المقر بينما ورد أن الجانب الأمريكي فضل مدينتي القنيطرة أو القصر الكبير لأسباب تقنية وتاريخية. وذكرت “جون أفريك” أن صحيفة “لا راثون” الإسبانية كانت قد تطرقت في الأول من فبراير إلى أن المغرب يبدو المرشح الأكثر جدية بعد أن تلاشت فرضية نقل المقر إلى إسبانيا.
وأفادت المجلة بأن فكرة نقل “أفريكوم” إلى المغرب ليست جديدة حيث سبق للسيناتور الجمهوري دان سوليفان أن دافع عنها عام 2023 معتبرا أن بقاء المقر في شتوتغارت بألمانيا منذ تأسيسه عام 2007 كان بسبب غياب موقع مناسب في إفريقيا آنذاك.
ويشار إلى أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال دو كور دارمي محمد بريض مثل الملك محمد السادس في مراسم تسليم القيادة بين لانغلي وأندرسون بشتوتغارت يومي 14 و 15 غشت.
