قصر المؤتمرات بورزازات.. من معلمة حضارية إلى عنوان للإهمال
أخبار الساعة

قصر المؤتمرات بورزازات.. من أيقونة عمرانية إلى رمز لسوء تدبير “هوليوود إفريقيا”

كان قصر المؤتمرات بمدينة ورزازات قبل سنوات، أيقونة عمرانية وثقافية بإنارته المتوهجة وحدائقه المرتبة ومحيطه الذي يليق باسمه ومكانته، فقد كان بحق “قصر المؤتمرات” بمعناه الحقيقي، لا مجرد اسم على جدران صامتة.

غير أن هذا الصرح بدأ يفقد بريقه في الآونة الأخيرة، حيث دخل في دوامة من الإهمال والتراجع التدريجي، ومع مرور الوقت، تحول القصر من واجهة مشرفة للمدينة إلى رمز للهشاشة وسوء التدبير، حتى لم يتبقَّ منه سوى الاسم.

في هذا السياق، كتب عبدالهادي ايك، فاعل جمعوي بورزازات، تدوينة على موقع “فيسبوك” قال فيها إن القصر “كان يوما معلمة مشرفة للمدينة، قبل أن يطاله الإهمال منذ الولاية الانتدابية 2015-2021، حين كان الرئيس الحالي للمجلس الجماعي على رأس المجلس الإقليمي”، وأضاف: “اليوم لم يعد القصر يحمل من اسمه سوى الاسم، بعدما فقد كل مقوماته كواجهة حضارية”.

ولا يقف الأمر عند حدود القصر، إذ يرى عبدالهادي إيك، أن مظاهر التراجع شملت المدينة بأكملها طرق متآكلة، وبنية تحتية هشة، ومشهد عمراني يفتقر إلى لمسة جمالية، وهو ما جعله يتسائل؟ كيف لمدينة بحجم ورزازات، التي تحمل لقب “هوليوود إفريقيا”، أن تعيش واقعا تنمويا بهذا المستوى؟

واضاف عبدالهادي، أن الانتقادات الموجهة للمجلس الجماعي الحالي لا تتعلق فقط بالإهمال، بل أيضا بما اعتبره ” تسييرا ارتجاليا “، يختزل العمل البلدي في تنظيم حفلات وسباقات موسمية، بينما تبقى القضايا الأساسية مثل صيانة البنية التحتية، وتدبير المرافق العمومية، وتنمية الأحياء السكنية، رهينة الوعود والشعارات.

ويرى الفاعل الجمعوي على أن ورزازات تستحق أكثر مما تعيشه اليوم. فهي مدينة بتاريخ عريق وإمكانات طبيعية وثقافية وسياحية هائلة، ما يجعلها في أمس الحاجة إلى تدبير عقلاني يليق بمكانتها ويعيد الاعتبار لمعالمها الكبرى، وليس لإدارة تكتفي بتلميع الصورة على حساب الواقع الملموس.