مجتمع

“اختبار يومي مع العطش”.. ساكنة “تاكضيشت” بورزازات تصرخ من أجل حقها في الماء (صور)

تعاني ساكنة دوار تاكضيشت، المعروف محليا بـ”عروسة إزناكن” والتابع لجماعة إزناكن بإقليم ورزازات، من أزمة خانقة بسبب انعدام الماء الصالح للشرب، إذ يعيش السكان يوميا على وقع معاناة متواصلة في ظل غياب حلول جذرية من الجهات المسؤولة.

وبسبب غياب شبكة للتزويد بالماء الصالح للشرب، يضطر السكان إلى الاعتماد على شاحنة صهريجية تابعة للجماعة تصل على فترات متباعدة محمّلة بكميات محدودة لا تغطي سوى جزء بسيط من الحاجيات الأساسية للأسر، ما يضاعف معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة وظروف العيش القاسية.

وتصف الساكنة وضعها بأنه «اختبار يومي مع العطش»، إذ يقف الأهالي في طوابير طويلة لتعبئة قنينات ودِلاء صغيرة، في مشهد يلخّص حجم الهشاشة التي تطوّق المنطقة.

ورغم أن الماء الصالح للشرب حق دستوري وأساس للحياة، لا يزال سكان “تاكضيشت” يطالبون بتدخل عاجل من السلطات المحلية والإقليمية والجهات الوصية لإيجاد حلول دائمة، سواء عبر ربط الدوار بالشبكة أو بإطلاق مشاريع مهيكلة تضمن التزويد المنتظم بهذه المادة الحيوية.

وفي هذا الإطار، قال عمر طالب، فاعل جمعوي بالدوار: «هذه المشاكل لا ينبغي أن تكون موجودة. نقص الماء الصالح للشرب تفاقم في الآونة الأخيرة، والحديث هنا عن ماء الشرب فقط، لا عن مياه السقي أو الغسل».

وأضاف أن الساكنة خاطبت الجهات المعنية أكثر من مرة لإحداث سدّ تلي قرب الدوار، مؤكدا أن الموقع متاح ولا يتطلب تمويلا كبيرا، وأن الحلول ممكنة ولا تحتاج إلى موارد مالية ضخمة، ما من شأنه تحسين ظروف العيش بالدوار والمنطقة ككل.

وأشار طالب إلى أن عددا من الحدائق في الدوار كانت خضراء بفضل وفرة الماء واستغلال الأراضي في الفلاحة، غير أن الوضع الحالي أدى إلى جفاف هذه المساحات ودفع العديد من السكان إلى الهجرة نحو المدن.

من جانبها، قالت رشيدة طالب، مستشارة بجمعية الأمل للتنمية بدوار تاكضيشت: «ما زالت الساكنة تعاني من مشكلة الماء الصالح للشرب، خاصة بعد جفاف البئر القديم الذي كان يعتمد عليه السكان لسنوات. لقد حفَرنا بئرا جديدا، لكنه لا يكفي حاجيات الدوار، خصوصا في فصل الصيف حين يعود كثير من أبناء المنطقة لقضاء عطلتهم، ما يزيد الضغط على الموارد».

وشددت على أن الساكنة بقيت في الأيام الأخيرة من دون ماء لمدة تجاوزت أربعة أيام، الأمر الذي أثار استياء عميقا، داعية إلى تدخل فوري من الجمعيات والجهات المسؤولة، ومؤكدة أن الماء «منبع الحياة» وضرورة للحفاظ على استقرار السكان.

بدورها، قالت خديجة إدعلي الحسن إن مشكل الماء في تاكضيشت ما يزال قائما، مشيرة إلى أن دخول شركات ومستثمرين لاستغلال أراضي إزناكن باسم الفلاحة، وخاصة زراعة البطيخ، تسبب في استهلاك كميات كبيرة من الماء وحفر آبار عميقة، ما أثر سلبا على الموارد المائية بالمنطقة وزاد الأزمة تعقيدا.

وأوضحت أن محيط الدوار كان أخضر بفضل الماء والفلاحة، لكنه تحوّل اليوم إلى اللون الأصفر وأصبحت الأراضي قاحلة، بما انعكس سلبا على الحياة الزراعية والبيئية.

وختمت خديجة بالدعوة إلى تدخل جدي للنظر في أوضاع الساكنة القروية، مؤكدة أن انعدام الماء يمثل عائقا حقيقيا أمام أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي في المنطقة.

وشددت المتحدثة على أن توفير الماء الصالح للشرب ومياه السقي كفيل بإطلاق تعاونيات فلاحية قائمة على الاستغلال المستدام للأراضي، وتحسين الوضع الاقتصادي للسكان، وخلق فرص شغل جديدة تعيد الحياة إلى الدوار وتحد من الهجرة نحو المدن.