منتدى العمق

حرارة الصيف تنطفئ وحرارة الأسعار تشتعل

مع انقضاء فصل الصيف واعتدال الطقس تدريجيا يتنفس الكثير من المغاربة الصعداء بعد أسابيع من الحر الشديد. غير أن حرارة أخرى لا تقل وطأة تبدأ في الاشتعال مع الدخول المدرسي حرارة أسعار الأدوات المدرسية والمطابع.

فالعودة إلى مقاعد الدراسة لم تعد مجرد حدث تربوي، بل أصبحت عبئا اقتصاديا ثقيلا يرهق ميزانية الأسر المغربية، خاصة مع الارتفاع الملموس في أسعار المحافظ، الدفاتر، الكتب، والأقلام. وإذا كانت حرارة الشمس تزول مع بداية شتنبر، فإن لهيب أسعار الأدوات يشتد مع الطلب المتزايد، ليكشف عن مفارقة قاسية: ما يبرد في الجو، يشتعل في السوق.

الأسر المغربية، خصوصا متوسطة ومحدودة الدخل، تجد نفسها بين مطرقة ارتفاع الأسعار وسندان كثرة المطالب المدرسية، بدءا من اللوازم الأساسية وصولا إلى المستلزمات الإضافية التي تفرضها بعض المؤسسات. ومع تكرار هذا المشهد سنويا، تتحول فرحة الدخول المدرسي إلى مصدر توتر وقلق مادي.

إن الحديث عن إصلاح التعليم في المغرب لا يكتمل دون التفكير في الجانب الاجتماعي المرتبط به. فالتعليم ليس فقط مناهج ودروسا، بل هو أيضا تكافؤ للفرص وقدرة على توفير الحد الأدنى من الظروف الملائمة للتمدرس دون أن تتحمل الأسر أعباء تثقل كاهلها مع كل دخول مدرسي جديد.