خلق العرض الأول لمسرحية “تخرشيش” للمخرجة مريم الزعيمي جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تناولها لموضوع “زنا المحارم”.
وأثار مشهد جمع الممثلتين ساندية تاج الدين وهاجر المسناوي ردود فعل متباينة، حيث انتقده البعض بسبب اعتماده على “إيحاءات جنسية حادة”، بينما رأى آخرون أنه صرخة فنية جريئة تسلط الضوء على واقع مأساوي يعيش فيه الكثير من الأطفال والفتيات بصمت.
وفي هذا الصدد، قالت بطلة المسرحية ساندية تاج الدين، إن الهدف من المشهد لم يكن الإثارة أو الاستهلاك الإعلامي، بل تقديم رسالة فنية واجتماعية قوية : “كمشخصة في مسرحية تخرشيش أؤكد أن المشهد الذي قدم كان جزءا من عمل فني هادف، يسلط الضوء على واحدة من أخطر الظواهر المسكوت عنها في مجتمعنا وهي زنا المحارم، والفن ليس قلة أدب وإنما مسؤولية ورسالة”.
وأضافت تاج الدين، أن اختيار التجسيد الجسدي لم يكن بدافع الإثارة أو الإساءة، وإنما لإيصال رسالة قوية وصادمة، لأن الصدمة أحيانا هي الوسيلة الوحيدة لإيقاظ الضمير الجماعي تجاه مآسي يعيشها العديد من الأطفال والفتيات في صمت، وفق تعبيرها.
وتابعت ذات المتحدثة، أن الفنانات التزمن بحدود الفن والملابس، لكن الرمزية الجسدية كانت ضرورية لتسليط الضوء على المفارقة المؤلمة بين ما يشهده المتفرج وبين الواقع اليومي للأطفال الذين يعانون من الانتهاكات، متسائلة عن كيف هو حال الأطفال الذين يعيشون هذه الانتهاكات في الواقع، إذا كانت مجرد مشاهدته قد هزلت الجمهور وصدمته؟.
وأكدت الممثلة، أن وظيفة الفن هي كشف الحقيقة كما هي، مهما كانت موجعة، وفتح نقاش مجتمعي مسؤول: “هدفنا الأسمى هو تحريك الوعي الجماعي لمناهضة هذه الجرائم، دفاعا عن الطفولة البريئة وكرامة الإنسان، داعية الجمهور إلى استقبال العمل بروح منفتحة، والتفكير في القضية الجوهرية التي نطرحها، بدل الاكتفاء بالحكم على الشكل دون الغوص في عمق الرسالة، حسب قولها.
وتطرقت تاج الدين إلى الواقع الاجتماعي الذي يعاني منه العديد من الأطفال، قائلة: “الأكثرية من الوليدات والبنات حاولوا يتعرضوا للتحرش من أشخاص من خارج العائلة أو حتى من بعض أفراد الأسرة، وغالبا ما يبقى الطفل صامتا خوفا من الردود العنيفة أو من العار الاجتماعي. هذه القضايا تتطلب مواجهتها بالوعي والمجتمع ككل مسؤول عن حماية الطفولة”.
وشددت ساندية تاج الدين، على أن “تخرشيش” ليست مجرد مسرحية للعرض أو التسلية، بل هي دعوة للتحرك والمساءلة، وتحريك النقاش حول ظاهرة خطيرة تُخفي خلف صمتها آلاما حقيقية تُحط من كرامة الأطفال وتستدعي استجابة جماعية من المجتمع والفن على حد سواء.