مجتمع

مديرية الصحة تقر بنقائص مستشفى أكادير وتكشف عن خطة الوزارة لتجاوز الأزمة (فيديو)

أقرت المديرة الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة، لمياء الشاكري، بوجود إكراهات ونقائص يعاني منها المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، مؤكدة في الوقت ذاته أن الوزارة الوصية والسلطات المعنية تعمل بشكل متواصل لإيجاد حلول جذرية ومستعجلة لهذه التحديات.

وقالت الشاكري في لقاء صحفي مساء يوم السبت، إنه لا يمكن إنكار وجود مجموعة من الإكراهات، لكن من المهم وضعها في سياقها الصحيح. وأوضحت أن المستشفى الجهوي المذكور، الذي بدأ عمله سنة 1967 بنفس البنية التحتية والطاقة الاستيعابية تقريبا، لم يعد يؤدي دوره كمستشفى جهوي فحسب، بل يقوم بأدوار متعددة كمركز صحي، ومستشفى إقليمي، وحتى مستشفى جامعي منذ سنة 2017.

وأضافت أن هذا الصرح الصحي كان لعقود المرجع الوحيد لجهات عدة تمتد من العيون والداخلة إلى كلميم، بالإضافة إلى جهة سوس ماسة بأكملها، مما فرض عليه ضغطا هائلا ومتزايدا.

وكشفت بالأرقام عن حجم هذا الضغط، حيث استقبل قسم المستعجلات وحده خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2025 ما مجموعه 63 ألف مريض، بمعدل يومي يتراوح بين 150 و 250 حالة.


وفيما يتعلق بقسم الولادة، الذي كان محور العديد من الشكاوى، قدمت المديرة الجهوية تعازيها لأسر المتوفيات الثمانية اللواتي فارقن الحياة مؤخرا في هذا القسم، مؤكدة أن هذا الرقم شغل بال الوزير شخصيا، فأعطى تعليماته لتشكيل لجنة مركزية متخصصة لدراسة وتحليل أسباب هذه الوفيات بشكل دقيق.

وأوضحت المسؤولة الجهوية أن هذه اللجنة “ليست هنا لتقول إننا سنصلح الوضع، بل هي تعمل حاليا على إصلاح أي إكراه يتم الوقوف عليه بشكل فوري” مضيفة أنه بمجرد أن تستكمل هذه اللجنة دراستها، سيتم عقد لقاء آخر لتنوير الرأي العام بنتائجها.

وأكدت المديرة الجهوية للصحة أن الحلول لا تقتصر على معالجة المشاكل القائمة، بل تشمل تنفيذ رؤية استراتيجية لتوسيع العرض الصحي وتجويده على مستوى الجهة بأكملها. وقالت إن الوزارة، وبدعم من الشركاء المحليين، أطلقت مشاريع ضخمة، من بينها تأهيل وتوسعة المستشفى الجهوي الحسن الثاني، مستحضرة توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة ومجلس الجهة وجماعة أكادير، بغلاف مالي يناهز 20 مليار سنتيم (200 مليون درهم)، لإعادة تأهيل وتوسعة المستشفى، مشيرة إلى أن الأشغال ستبدأ في “الأيام القليلة القادمة” وفق تعبيرها.

وفي إطار الرؤية الاستراتيجية لتوسيع العرض الصحي، أشارت المديرة الجهوية إلى تدشين مؤسستين جديدتين ومجهزتين بأحدث التقنيات، وهما “مصحة النهار” و”المركز المرجعي الجهوي للترويض وتقويم الأعضاء”، بهدف تخفيف الضغط على المستشفى الجهوي.

وأضافت أن العمل جارٍ على بناء مستشفيات للقرب في كل من أولاد برحيل وتالوين وتفراوت، بالتزامن مع إعادة تأهيل مستشفيات المختار السوسي وأولاد تايمة وتيزنيت، كما تم، وفقا للمتحدثة، إطلاق مشاريع كبرى لبناء مستشفى جديد في تارودانت وآخر في أيت ملول لتخفيف العبء عن مستشفى إنزكان.

وجددت الشاكيري التأكيد على أن الهدف الأسمى من كل ما وصفته بالمجهودات المبدولة هو “صون كرامة المواطن المغربي” وضمان حقه في الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة وفي ظروف حسنة، مشددة على أن الوزارة والجهات المعنية مجندة لتصحيح الإكراهات والاستجابة لتطلعات الساكنة.