خارج الحدود

سابقة.. جامعة “كيب تاون” تتخلى عن أدوات كشف الذكاء الاصطناعي لبحوث الطلبة

في خطوة وُصفت بالسابقة على الصعيد الأكاديمي، أعلنت جامعة كيب تاون (UCT)، إحدى أعرق الجامعات بإريقيا والعالم، عن قرارها إيقاف جميع برامج كشف المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أداة Turnitin الشهيرة، التي تعتمدها معظم المؤسسات التعليمية لكشف الانتحال الأكاديمي وأضافت مؤخرا خاصية رصد النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي.

وقالت الجامعة في بيان رسمي إن القرار جاء بعد مراجعة معمقة خلصت إلى أن هذه الأدوات فشلت في التمييز بدقة بين الكتابة البشرية والنصوص الآلية، وهو ما تسبب في مواقف غير عادلة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، خاصة مع ارتفاع معدلات “الإيجابيات الخاطئة” التي تُصنّف أعمالًا أصلية على أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت إدارة الجامعة أن مشكلات هذه البرمجيات تجاوزت فوائدها، إذ أضعفت الثقة في نزاهة الأعمال الأكاديمية وأثارت ارتباكا داخل الأوساط التعليمية.

وأشارت الجامعة إلى أن قرارها استند إلى مشاورات واسعة مع مؤسسات أكاديمية بارزة في أوروبا وأمريكا الشمالية، والتي تواجه نفس التحديات، مؤكدة أن هناك شبه إجماع على أن أدوات الكشف الحالية غير موثوقة بما يكفي لتبرير الاعتماد عليها في القرارات الأكاديمية المصيرية.

وبدلا من سياسة “المطاردة والمنع”، قررت الجامعة اتباع نهج قائم على المسؤولية الفردية والأخلاقيات الأكاديمية، مع تعزيز الوعي بكيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وبنّاء.

وشددت الجامعة في بيانها على أنه “لا يمكن تجاهل الذكاء الاصطناعي أو منعه بأدوات غير فعالة، بل يجب قبوله والتكيف معه كجزء من المستقبل التعليمي”.

وبهذا القرار، تضع جامعة كيب تاون نفسها في طليعة المؤسسات التي تتحول من سياسات الردع والكشف إلى سياسات التكيف والتوجيه الأخلاقي، ما قد يدفع جامعات أخرى حول العالم إلى مراجعة استراتيجياتها تجاه الذكاء الاصطناعي في التعليم.