وجهة نظر

أنصار الرجاء البيضاوي وأزمة التذاكر!

من المعروف اليوم لدي المواطنات والمواطنين المغاربة عامة والجمهور الرياضي على وجه الخصوص، أنه لم يعد يفصلنا عن موعد فعاليات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستستضيفها بلادنا، سوى بضعة أسابيع، وأنه يفترض في القائمين على الشأن الكروي استثمار مباريات البطولة الوطنية الاحترافية في الإعداد الجيد لتنظيم منافسات العرس الكروي الإفريقي، وتفادي أي خلل من شأنه التأثير على صورة بلادنا وهي تستعد رفقة كل من إسبانيا والبرتغال لاحتضان كأس العالم 2030.

ذلك أنه تقرر رفع الستار عن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم “إنوي” في قسمها الأول بالنسبة للموسم الرياضي الجديد (2025/2026) يوم الجمعة 12 شتنبر 2025، وهي المنافسات التي يرى المهتمون بكرة القدم المغربية والأندية الرياضية، أنها ستتميز بلقاءات تجمع بين أندية رياضية تتباين في أحلامها وتطلعاتها، بين من تسعى إلى احتلال مراكز الصدارة ولعب أدوار طلائعية منذ البدايات الأولى، وبين من تسعى فقط إلى عدم مغادرة قسم الكبار…

بيد أنه حتى أكبر المتشائمين لم يكن يتوقع أن ينطلق الموسم على وقع الجدل الواسع الذي أثارته إدارة نادي اتحاد الفتح الرياضي، الذي سيقابل نادي الرجاء البيضاوي مساء يوم السبت 13 شتنبر 2025 في الساعة السادسة بالملعب البلدي بالقنيطرة، حيث أنها قررت تخصيص 800 تذكرة فقط لجماهير النادي الزائر، مؤكدة في بداية الأمر أن إدارة نادي الرجاء البيضاوي هي من ستتكفل بعملية بيع هذه الحصة من التذاكر ، بمدينة الدار البيضاء يوم الجمعة 12 شتنبر 2025 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السابعة مساء، وقد حددت أثمنتها في 50 درهما للمدرجات الجانبية، و200 درهما للمنصة المغطاة.

وقبل حتى أن تهدأ تلك الزوبعة من السخط والاستياء التي أثارها العدد المحدود في تذاكر الملعب، وما خلفه من ردود فعل غاضبة وانتقادات شديدة اللهجة في أوساط أنصار الفريق البيضاوي، ولاسيما أن الملعب يتسع لحوالي 30 ألف متفرج، وأن مدينة القنيطرة تعج بعشاق الخضراء. فأين نحن من نسبة 5 أو 10 في المائة المخصصة لمناصري الفرق الزائرة، التي تعادل هنا 1500 إلى 3 آلاف تذكرة؟

فإذا بإدارة نفس النادي الرباطي، تعود لتعلن من جديد عبر بلاغ لها عن أن التذاكر المخصصة لجماهير الرجاء الرياضي البيضاوي من أجل متابعة أطوار المقابلة التي ستجمع برسم الجولة الأولى من البطولة الاحترافية بين نادي اتحاد الفتح الرياضي ونادي الرجاء يوم غد السبت 13 شتنبر 2025 تم طرحها للبيع بأكاديمية الفتح الرياضي بمدينة الرباط يوم الجمعة 12 شتنبر 2025 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الساعة السابعة مساء عوض مدينة الدار البيضاء، وذلك بناء على قرار السلطات المختصة. فهل بهكذا تخبط وارتجال يمكن لبلادنا تنظيم تظاهرات رياضية كبرى؟

وهنا يتساءل الكثير من المواطنات والمواطنين عن الجهة التي تتخذ مثل هذه القرارات الجائرة التي تثير حفيظة مناصري الفرق المستضافة وتستفز مشاعرهم، خاصة أنهم يجدون أنفسهم فجأة خارج الملاعب الرياضية والاكتفاء بمتابعة مباريات أنديتهم على مضض في المقاهي أو بيوتهم، مما يؤدي أحيانا إلى اشتعال نيران الغضب وحدوث الشغب خارج الملاعب، أو مقاطعة المباريات بشكل اضطراري احتجاجا على حرمانهم من حقهم المشروع في الفرجة ومؤازرة فرقهم؟ وهل بهذه الأساليب المتسرعة تدبر شؤون كرة القدم المغربية ويمكن ضمان التنظيم الجيد والمريح لجميع الأطراف؟

ففي هذا السياق يمكن لنا هنا والآن استحضار تلك المراسلة التي سبق لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع أن وجهها إلى الأندية الوطنية بعد نهاية الأزمة الصحية العالمية (جائحة كورونا)، يدعوهم من خلالها إلى ضرورة تخصيص حصة لا تقل عن خمسة بالمائة من التذاكر لجمهور الفريق الضيف من مجموع الطاقة الاستيعابية للملاعب، حتى يستطيع الجمهور الرياضي من مناصري الأندية الوطنية حضور المباريات في ظروف جيدة، إثر تأمين شروط السلامة المصادق عليها من قبل السلطات المختصة، وأضافت المراسلة لزوم الحرص على عدم تجاوز حصة مشجعي الفريق الزائر سقف 10 في المائة من عدد التذاكر المطروحة للبيع، شريطة قيام إدارة الفريق الضيف بتقديم طلب في الموضوع لإدارة الفريق المستضيف، قبل ثلاثة أيام على الأقل من موعد إجراء المباراة، يحدد خلاله عدد التذاكر المطلوبة للجمهور المرافق للفريق…

نحن مع الإجراءات الاحترازية اللازمة من أجل التنظيم المحكم لعملية الولوج إلى الملاعب الرياضية حلال منافسات البطولة الوطنية الاحترافية سواء في القسم الأول أو الثاني، تفاديا لأحداث الشغب الممكنة، والاصطدامات بين جماهير الأندية المتنافسة أو مع السلطات الأمنية، لكننا نرفض في ذات الوقت سوء التدبير والتنظيم، وندعو إلى توخي الدقة في تحديد حصص التذاكر لجماهير الفرق الزائرة.