اقتصاد

نقص إمدادات السردين المعلب من المغرب يربك رفوف المتاجر الفرنسية

أثار اختفاء علب السردين من بعض رفوف المتاجر الفرنسية جدلا واسعا خلال الأيام الأخيرة، بعدما تداول خبراء الاستهلاك ومنصات إعلامية تحذيرات من “ندرة” في هذا المنتج الشعبي.

ونشر الخبير الفرنسي في قضايا التوزيع أوليفييه دوفر تدوينة اعتبر فيها أن السردين “أصبح أكثر ندرة، على الأقل في متاجر أوشان بفرنسا”، وهو ما لقي صدى واسعا بين المستهلكين، غير أن صحيفة “Le Télégramme” نقلت عن أحد مسؤولي وحدات التحويل التقليدية في منطقة بريتاني أن الأمر لا يتعلق بندرة حقيقية، وإنما بانقطاعات مرتبطة بالإمدادات المغربية، مؤكدا أن السوق المحلية لا تعاني أي مشكلة في التزود.

وتشير تقارير إعلامية فرنسية، من بينها ما نشرته صحيفة “RTL”، إلى أن أكثر من نصف السردين المعلب المعروض في السوق الفرنسية مصدره المغرب، الذي تمكن خلال العقدين الأخيرين من تجاوز مصانع التعليب التاريخية في بريتاني بفضل كلفة إنتاج منخفضة مقارنة بفرنسا، غير أن هذا الاعتماد المكثف على الواردات جعل السوق الفرنسية أكثر عرضة للتقلبات.

وبحسب “RTL”، فإن النقص المسجل يعود إلى مزيج من الصيد المفرط استجابة للطلب الكبير والأسعار المنخفضة، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي التي أضعفت إنتاج العوالق البحرية، الغذاء الأساسي للسردين، ما انعكس سلبا على معدلات النمو والتكاثر.

وتؤكد التقديرات أن عودة علب السردين إلى رفوف المتاجر قد تستغرق بضعة أشهر، في انتظار إعادة التفاوض حول عقود التوريد بين وحدات التعليب المغربية وشركات التوزيع الفرنسية.

وتفيد مؤشرات السوق حسب المثادر ذاتها بأن الأسعار ستشهد زيادات قد تتراوح بين 20 و30 في المئة بفعل الضغط على العرض وارتفاع كلفة التزود.

وبينما يسعى المسؤولون الفرنسيون إلى طمأنة المستهلكين بالتأكيد على أن النقص مؤقت، يثير الوضع تساؤلات حول مدى استدامة الاعتماد على الإمدادات المغربية في ظل تزايد هشاشة الموارد البحرية وتأثير التغيرات المناخية.