سياسة

منتدى علمي بسلا يدعو إلى وضع الفتاة القروية في قلب التنمية المستدامة (فيديو)

أجمع مشاركون في المنتدى العلمي الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشركة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليوم الاثنين 22 شتنبر 2025 بقصر المؤتمرات أبي رقراق بمدينة سلا، على أن الفتاة القروية يجب أن تكون في صلب مسار التنمية الدامجة والمستدامة، باعتبار تمكينها مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز تكافؤ الفرص.

وافتتحت أشغال المنتدى، المنظم تحت شعار “تمكين الشباب: الفتاة في صلب تنمية دامجة ومستدامة”، من طرف الكاتب العام للوزارة، عبد العزيز البوجدايني، نيابة عن الوزير محمد مهدي بنسعيد، بحضور رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، وسفير إسبانيا، إلى جانب شركاء وطنيين ودوليين، وممثلي القطاعات الحكومية والمجتمع المدني.

في هذا الإطار، أكد بنسعيد في كلمة تلاه بالنيابة عنه الكاتب العامة للوزارة أن اختيار موضوع الفتاة يعكس انسجاما مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، التي تجعل من الاستثمار في الشباب، وخاصة النساء والفتيات، محورا رئيسيا للتنمية الشاملة، مشيرا إلى أن المنتدى يندرج في سياق انخراط المغرب في أوراش إصلاحية كبرى، من بينها تعزيز الحماية الاجتماعية ومواكبة الفتيات في وضعيات هشاشة.

وشدد المسؤول الحكومي على أن تمكين الفتاة ليس مجرد مطلب حقوقي، بل رافعة لبناء مجتمع متوازن، مبرزا أن المنتدى اعتمد مقاربة شمولية من خلال خمس ورشات موضوعاتية تناولت التربية والتكوين، الصحة والرفاه النفسي، القيادة والمشاركة المواطنة، الإدماج الاقتصادي والمجالي، ومكافحة العنف وحماية الحقوق.

من جهتها، أوضحت كوثر منصوي، مديرة الطفولة والشؤون النسوية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، أن المنتدى يشكل فضاء للتفكير الجماعي والحوار المفتوح، قصد تبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين والخبراء الوطنيين والدوليين.

وأكدت أن الهدف هو بلورة توصيات عملية تعزز جهود المغرب في مجال تمكين النساء والفتيات، وتوسيع مشاركتهن في مسار التنمية، مشيرة إلى أن الوزارة تطمح لأن تُفضي أشغال اللقاء إلى مخرجات ملموسة تدعم البرامج والسياسات العمومية الموجهة للشباب، مع إيلاء اهتمام خاص للفتيات.

وفي السياق نفسه، أبرزت فدوى الريح، رئيسة قسم الشؤون النسوية بالوزارة، أن المنتدى يروم وضع خارطة طريق دقيقة موجهة أساسا للفتاة القروية، مضيفة أن الندوة ستعرف تنظيم سلسلة من الورشات التكوينية تتناول قضايا التربية والتكوين، الصحة والرفاه النفسي، إضافة إلى المجال الحقوقي والإدماج الاقتصادي والمجالي.

وأكدت أن هذه الورشات ستخرج توصيات عملية بتعاون مع المجتمع المدني والقطاعات الحكومية والشباب أنفسهم، مبرزة أن الاحتياجات الحقيقية تنبع من الشباب، وهو ما يضمن تحويلها لاحقاً إلى برامج وسياسات ملموسة تستجيب لأولوياتهم.

من جانبها، اعتبرت ماريال ساندر، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، أن هذا اليوم يعد محطة بالغة الأهمية لأنه يجمع شركاء متنوعين من الحكومة والمجتمع المدني ونظام الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا المنتدى يمثل ثمرة عمل طويل المدى، مشيرة إلى أن المناسبة تشكل فرصة لوضع خارطة طريق واضحة للفتيات في المغرب، بما يضمن لهن مستقبلاً أفضل، وفرصا أوسع في التعليم والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية.

أما سلمى النصيري، طالبة بسلك الماستر بكلية علوم التربية وإحدى المشاركات في المنتدى، فقد شددت على أن الغاية الأساسية من اللقاء هي تسليط الضوء على وضعية الفتاة القروية، والتعبير عن مشاكلها وتطلعاتها، مضيفة أن الفتيات في العالم القروي يواجهن إكراهات متعددة، من أبرزها صعوبة الولوج إلى الصحة والتعليم والتربية، فضلاً عن استمرار ظاهرة تزويج القاصرات، داعية إلى الخروج بتوصيات عملية لمعالجة هذه التحديات.