الحماقة العاقلة والمناضلة المخلص
ما صدر من الأخ الأمين العام في حق الأخ المناضل الشهم الدكتور عبد العزيز أفتاتي من وصف لم يكن موفقا ولا مناسبا. فضلا عن أنه كان نقدا علنيا، وكان الأولى إن صدر عن الدكتور أفتاتي ما يُسيء إلى الحزب أو قد يستثمره الخصوم، أن يتم تنبيهه في الخاص، لأن النصيحة على الملأ فضيحة، ومنبر لقاء الشبيبة لم يكن المكان المناسب لذلك.
ومع ذلك، أنا على يقين بأن الأخ الأمين العام أراد تبليغ رسالة هو الأعلم بها، وكان الأولى إن بلغ إلى الأمين العام ما يؤكد إساءة أفتاتي، أن يتصل به مباشرة وينبهه محددا مكمن الإساءة للحزب فيما صرّح أو يصرّح به.
كل شيء كان جميلا في ملتقى الشبيبة، ولا ينبغي أن نغطي كل ذلك الجمال بما صدر عن الأمين العام في حق أفتاتي، وأنا متأكد أن ذلك لم يغيّر من مكانة بن كيران عند أفتاتي، ولا من مكانة أفتاتي عند بن كيران. لكن النصيحة في الخاص تبقى أفضل، لأنها تحفظ الود وتغلق أبواب الفتنة.
قد تكون لدى الأمين العام معطيات خاصة، لكن خصوم الحزب المتربصين به يسرهم أن يتحول نجاح الملتقى إلى جدل عقيم حول تصريح عابر، والله تعالى يقول: وقولوا للناس حسنا، ويقول: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم.
كما يقول المهندس محمد الحمداوي: “لا تنشغلوا بأفتاتي، فهو رجل صادق تلقائي يؤمن بثوابت البلاد، لكنه ابن الأطلس المتوسط الزياني الحر، فيه تلقائية رجاله وصدقهم ووطنيتهم وتشبتهم بثوابت البلاد، ولكل جواد كبوة.”
كلمة بن كيران كانت ملاحظة عابرة، وكان من الممكن أن يتم اختيار أحسن الألفاظ امتثالا لقوله تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم.
تحية للرجل الشهم المناضل الصادق الغيور على ثوابت البلاد، الذي ورث من الأطلس المتوسط إباء الأمازيغ وصفاء السريرة وتلقائية التعبير. أما الذين يريدون أن يركبوا على هذه الحادثة الصغيرة، فليعلموا أنها ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها بن كيران أفتاتي، وأن أفتاتي، كما أعرفه، لن يتأثر بذلك النقد، ولا أتصور أنه سيجعله قضية.
ومبروك نجاح الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وتغطيته الرائعة التي ساهمت فيها “الدرون” الحاملة للكاميرا. هذه هي العدالة والتنمية: المعاصرة الحقيقية، والمعاصرة المتجددة، والحداثة المؤمنة بلغة الدكتور طه عبد الرحمن.
نقطة إلى السطر.