أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تعيش “عصرا ذهبيا” وتتمتع بأقوى اقتصاد وجيش على الإطلاق، موجها في الوقت ذاته انتقادات حادة لملفات الهجرة العالمية وتغير المناخ والأمم المتحدة نفسها.
أكد ترامب في خطابه خلال المناقشة العامة السنوية، أمس الثلاثاء، أن بلاده تحظى بالاحترام على الساحة الدولية مجددا كما لم يحدث من قبل، مشيرا إلى أن إدارته رفعت الإنفاق الدفاعي وزادت الاستثمارات الحالية والمستقبلية بقيمة 17 تريليون دولار، وأجرت أكبر تخفيضات ضريبية وتنظيمية في تاريخ البلاد.
أوضح الرئيس الأمريكي أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون بلاده انخفض إلى الصفر، بعد أن تدفق إليها الملايين تحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وقال إن رسالة إدارته واضحة: “إذا دخلت الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فستسجن أو ستعود إلى حيث أتيت، أو ربما أبعد من ذلك”.
وأشار ترامب إلى أنه أنهى سبع “حروب لا يمكن انهاؤها” حول العالم، بما في ذلك بين إسرائيل وإيران، وأرمينيا وأذربيجان، ومصر وإثيوبيا، معربا عن أسفه للقيام بذلك “بدلا من الأمم المتحدة” التي لم تحاول المساعدة، حسب قوله. وتساءل المصدر ذاته عن هدف المنظمة الأممية، مؤكدا أنها تمتلك إمكانات هائلة لكنها لا ترقى إليها.
وأضاف أنه بعد هذه الإنجازات والتفاوض على اتفاقيات إبراهيم، يطالب الجميع بمنحه جائزة نوبل للسلام، لكنه أكد أنه لا يهتم بالجوائز بل بإنقاذ ملايين الأرواح. وذكر أنه مد يد التعاون لإيران عند توليه منصبه، لكن النظام واصل تهديداته، مؤكدا أن العديد من القادة العسكريين الإيرانيين السابقين “لم يعودوا بيننا. لقد ماتوا”، وأنه توسط لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران بعد “عملية مطرقة منتصف الليل”.
أوضح ترامب أنه منخرط في السعي لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه اتهم حماس برفض عروض السلام مرارا. وانتقد اعتراف بعض أعضاء الجمعية العامة بدولة فلسطينية، واصفا إياه بأنه “مكافأة كبيرة لإرهابيي حماس”، وطالب الجميع بالاتحاد على رسالة واحدة: “اطلقوا سراح الرهائن الآن”.
تابع الرئيس الأمريكي حديثه عن الحرب في أوكرانيا، معتبرا أنها كانت ستكون الأسهل لإنهائها بسبب علاقته الجيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتهم الصين والهند بأنهما “الممولان الرئيسيان” للحرب عبر شراء النفط الروسي، كما انتقد دول الناتو لعدم قطع الطاقة الروسية. وهدد بأنه إذا لم تتوصل روسيا لاتفاق، فإن الولايات المتحدة مستعدة لفرض رسوم جمركية قوية لوقف إراقة الدماء.
هاجم ترامب الأمم المتحدة مجددا، وادعى أنها “تمول هجوما على الدول الغربية وحدودها” من خلال تقديم المساعدة للمهاجرين غير الشرعيين. وحذر أوروبا من أن الهجرة و”أفكارهم الانتحارية حول الطاقة” ستؤديان إلى هلاكها، قائلا إن سجونها تعج بطالبي اللجوء الذين يقابلون الإحسان بالجريمة. ودعا إلى إنهاء تجربة الحدود المفتوحة الفاشلة فورا.
أعلن ترامب أن بلاده تتخلص مما وصفها بـ”مصادر الطاقة المتجددة المزورة”، معتبرا إياها “مجرد مزحة” وغير فعالة ومكلفة. وقال إن تغير المناخ هو “أكبر خدعة نفذت على الإطلاق ضد العالم”، وأن سياسات الطاقة الخضراء لم تساعد البيئة، بل أعادت توزيع النشاط الصناعي إلى الدول الملوثة. وختم خطابه بالقول إن الدول التي تريد أن تصبح عظيمة مجددا تحتاج إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية.