آخر أخبار الرياضة

عدلي: الإسلام والصلاة ينظمان حياتي.. وإيماني بالله ساعدني على تجاوز وفاة والدتي

أكد لاعب بورنموث الإنجليزي، الدولي المغربي، أمين عدلي، على أهمية الإسلام والصلاة في تنظيم حياته اليومية، مشيرا إلى أن “إيمانه بالله ساعده على أن يكون إنسانا أفضل ويتجاوز مرحلة وفاة والدته”.

وأكد عدلي، في حوار مع الموقع الرسمي لنادي بورنموث، أن القيم التي يستند إليها في حياته مستمدة من إيمانه العميق، إذ قال: “كوني مسلماً جزء أساسي من حياتي، فهو ينظم كل شيء ويجعلني ممتناً لما يحدث لي. يمنح حياتي معنى، سواء في الصلاة اليومية أو في الامتنان لعائلتي وظروفي. هذا الدين ساعدني على أن أكون إنساناً أفضل، وأن أسعى دوماً لأكون في أفضل صورة ممكنة. إنه أغلى ما أملك”.

إيمان عدلي كان أيضاً حافزاً لأعماله الخيرية، خاصة تلك المتعلقة بالأيتام، حيث أضاف:”منذ صغري كنت مهتماً بمساعدة الأطفال المحرومين. وعندما منحني الله نعمة أن أكون لاعب كرة قدم بحياة جيدة وراتب محترم، فكرت أنه من الطبيعي أن أشارك جزءاً من ذلك مع من يملكون أقل. لذلك، عندما وصلت إلى ليفركوزن، طلبت من وكيلي أن يربطني بجمعيات تهتم بالأطفال الأيتام، ووجدت نفسي مرتاحاً في هذا العمل”.

وتابع: “في البداية، أردت القيام بذلك بشكل مجهول، لأنني لا أبحث عن التباهي. لكن من حولي أوضحوا لي أن إظهار هذه الأنشطة يمكن أن يُلهم الآخرين للقيام بنفس الشيء. لست أحاول أن أكون قدوة، لكن إذا ساعد ذلك على لفت الأنظار لاحتياجات هؤلاء الأطفال، فهذا أمر جيد”.

وعاد عدلي بالذاكرة لمرحلة وفاة والدته قبل كأس أمم إفريقيا 2024 التي أقيمت في ساحل العاج، وعن تلك اللحظة الصعبة، قال:”في تلك الفترة، كان الإيمان بالله هو الشيء الوحيد الذي أعانني. والدتي كانت أهم شخص في حياتي، وكل ما كنت أفعله، حتى في كرة القدم، كان من أجلها. ضحّت كثيراً من أجلي، ولم تعش حياة سهلة. عندما رحلت، شعرت أنني فقدت دافعي، بل تساءلت لماذا ألعب كرة القدم أصلاً. لكن ديني ساعدني على تجاوز تلك المرحلة، وأعاد لي معنى الحياة. صحيح أن الموت قدر محتوم على الجميع، لكنه يبقى صعباً جداً”.

وبعد غيابه عن المنتخب المغربي في بداية البطولة، عاد عدلي ليجد دعماً واسعاً من زملائه والجماهير: “بصراحة، لم أتوقع ذلك. شعرت بدعم هائل من زملائي ومن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكذلك من الجماهير المغربية وحتى من خارج المغرب. هذا الاحتضان منحني قوة كبيرة، وكان شعوراً رائعاً”.

من جهة ثانية، عبر أمين عدلي عن تطلع جميع مكونات المنتخب المغربي للتتويج بكأس إفريقيا التي ستستضيفها المملكة في الفترة من 21 دجنبر إلى 18 يناير، وقال: “كأس إفريقيا المقبلة ستكون محطة مهمة جداً بالنسبة لنا، أستعد من الآن مع بورنموث لأكون في أفضل جاهزية. اللعب في المغرب حلم، ونريد أن نبقي الكأس في بلدنا. سنبذل كل ما في وسعنا للفوز بها، أتطلع بشغف لهذه البطولة”.

وقبل حلول شهر دجنبر وبدء البطولة القارية، يركز عدلي على تجربته الجديدة مع بورنموث قائلاً: “طموحي هو أن أبذل كل ما لدي مع فريقي وأعطي 100% في كل مباراة. عندما رأيت شجاعة المجموعة وإمكانياتها، امتلأت بالحماس للموسم الحالي. لا أضع أهدافاً رقمية، لكنني متفائل بأننا سنحقق أشياء كبيرة. أريد حقاً أن نصنع إنجازات مهمة مع هذا الفريق”.

كما تحدث الجناح المغربي عن بداياته الأولى في الساحل الجنوبي لإنجلترا قائلاً: “أسابيعي الأولى كانت جيدة جداً، وأنا معجب بالمدينة. يسعدني أن أعيش مجدداً في مكان فيه بحر، لأنني من جنوب فرنسا، وأشعر هنا وكأنني في بيتي. أنا سعيد جداً بتواجدي هنا”.

انتقال عدلي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن مجرد تجربة جديدة في بلد مختلف، بل حمل له أيضاً مفاجأة ممتعة، حيث أوضح: “بصراحة، أعتقد أننا فريق قوي جداً. عندما لا تكون في إنجلترا أو لا تلعب في البريميرليغ، يمكنك متابعة الدوري لكن ليس كل المباريات وكل الفرق. كنت أعرف بورنموث والنادي واللاعبين، لكن في كل حصة تدريبية كنت أتفاجأ بجودة اللاعبين. لدينا فريق قوي يضم لاعبين ممتازين، وقد رحبوا بي بشكل رائع، وأنا ممتن لذلك. يمكنك أن تلاحظ أن اللاعبين يحبون بعضهم البعض ويحبون النادي، ومن الجميل أن أكون جزءاً من هذا”.

وعن أبرز ما تعلمه في ألمانيا، قال عدلي:”بالتأكيد كانت فترة رائعة، لكن ما سأحتفظ به في ذاكرتي هو أنه عندما تحقق النجاح مع فريقك، فالأهم هو أن يكون الجميع سعداء. بالنسبة لي، أهم ما تعلمته هو أن الأجواء الإنسانية كانت استثنائية. من أفراد الأمن في الملعب إلى المدربين المساعدين، الجميع كان مبتسماً، وهذا ما جعل الأمر سهلاً وجميلاً. صحيح أن الفوز بالبطولات أمر لا يُنسى، لكن الجانب الإنساني كان الأجمل”.

وانضم عدلي، في شهر غشت الماضي، لنادي بورنموث الإنجليزي قادماً من نادي باير ليفركوزن الألماني في صفقة انتقال صيفية، علما أن اللاعب الدولي المغربي وُلد في مدينة بيزييه بجنوب فرنسا، قبل أن يتدرج في صفوف نادي تولوز الفرنسي ثم يشق طريقه إلى الدوري الألماني، حيث يشكل انتقاله إلى بورنموث بداية فصل جديد في مسيرته، وهذه المرة في إنجلترا.

واستمرت مسيرة عدلي في ليفركوزن أربع سنوات حافلة بالنجاحات، بلغ خلالها قمة عطائه بتحقيق الثنائية التاريخية (الدوري والكأس) تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، الذي يقود اليوم ريال مدريد.،وتألق المهاجم المغربي بشكل خاص في كأس ألمانيا موسم 2024، حيث أنهى البطولة كهدافها الأول بخمسة أهداف وأربع تمريرات حاسمة في ست مباريات، مساهماً في تتويج فريقه باللقب.