أخبار الساعة

معاناة متواصلة مع العطش.. أحياء بالدار البيضاء محرومة من الماء منذ 3 سنوات

ما تزال أزمة انقطاع الماء الشروب تتصدر شكايات عدد من الأسر البيضاوية، حيث يعيش سكان حي الأندلس بمنطقة الرحمة 1 على وقع انقطاع مستمر للماء منذ أزيد من ثلاث سنوات، دون حلول جذرية تضع حدا لمعاناتهم اليومية مع “العطش”.

واضطرت الساكنة المتضررة إلى البحث عن بدائل مرهقة لتأمين حاجياتهم الأساسية من الماء، إذ يلجأ الكثيرون إلى شراء المياه المعدنية أو جلبها من أحياء مجاورة، ما يضاعف أعباءهم المالية ويثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.

وأكد المتضررون أن غياب تدخل عاجل من طرف الجهات المسؤولة، يزيد من شعورهم بالتهميش والإقصاء، خصوصا وأن الماء مورد أساسي لا غنى عنه للحياة.

ولا يقتصر المشكل على منطقة الرحمة فقط، بل يمتد ليشمل أحياء أخرى من العاصمة الاقتصادية، كمنطقة درب ميلان التي توجد داخل نفوذ تراب عمالة الفداء مرس السلطان.

وتعيش عشرات الأسر على وقع عطش مستمر منذ أزيد من أربعة أشهر، ما خلق حالة من الغضب والسخط وسط السكان الذين يعتبرون أن حرمانهم من الماء لفترات طويلة أمر غير مقبول في مدينة كبرى مثل الدار البيضاء.

وعبر السكان في تصريحات متطابقة عن استيائهم من تجاهل شكاياتهم المتكررة، مشيرين إلى أن الماء من أبسط الحقوق التي يجب أن تضمنها الدولة لمواطنيها.

وأشار المتضررون إلى أن الانقطاع لا يضر فقط بالاستعمالات المنزلية اليومية، بل يمتد أثره إلى الصحة والنظافة، حيث يضطر الكثيرون إلى تقليص استهلاكهم بما يؤثر سلبا على جودة حياتهم.

وتطالب الساكنة بتدخل عاجل من الشركة الجهوية متعددة الخدمات، المسؤولة عن التدبير المفوض للماء والكهرباء بالدار البيضاء، لإيجاد حلول نهائية لهذه الأزمة.

وأكد عبد العزيز شاعق، الفاعل المدني بمدينة الدار البيضاء، أن سكان أحياء درب ميلا وحي الأندلس يعيشون منذ سنوات معاناة حقيقية بسبب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، في ظل غياب أي إشعار مسبق من طرف الشركة الجهوية للخدمات.

واعتبر عاشق، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن هذه الوضعية أدخلت الأسر في دوامة من المعاناة اليومية، حيث يجد السكان أنفسهم محرومين من أبسط شروط الحياة الكريمة، خاصة أن الماء مورد أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.

وأوضح المتحدث عينه أن الساكنة كانت قد علقت آمالا كبيرة على تحسين الخدمات بعد رحيل شركة “ليديك”، التي واجهت انتقادات واسعة خلال فترة تدبيرها لقطاع الماء والكهرباء بالدار البيضاء.

غير أن التجربة مع الشركة الجهوية الجديدة، يضيف الفاعل المدني، لم تأت بجديد، بل فاقمت الوضعية وأصبح انقطاع الماء أكثر حدة وتواترا، مما زاد من حدة استياء السكان وشعورهم بالتهميش.

وتابع المتحدث ذاته قائلا: “إن استمرار هذا التدهور غير مقبول تماما، خاصة أنه يمس خدمة حيوية تعتبر حقا دستوريا وإنسانيا. فالماء ليس سلعة يمكن التنازل عنها، بل عنصر أساسي للحياة، وحرمان المواطنين منه بشكل متكرر يعكس نوعا من الفوضى وسوء التدبير الذي لا يمكن السكوت عنه”.

وفي هذا السياق، وجه شاعق نداء عاجلا إلى والي جهة الدار البيضاء–سطات من أجل التدخل الفوري وإيجاد حلول عملية ومستعجلة لهذه الأزمة، مشددا على ضرورة مساءلة الشركة الجهوية عن اختلالاتها وتحميلها المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي لحقت بالأسر.

كما دعا إلى اعتماد مقاربة تشاركية في تدبير هذا المرفق الحيوي، تقوم على إشراك ممثلي المجتمع المدني والسكان لضمان خدمة عادلة ومنتظمة تحفظ كرامة المواطنين وتستجيب لاحتياجاتهم اليومية.