حققت صادرات الخيار المغربي إلى إسبانيا طفرة غير مسبوقة خلال موسم 2024/2025، حيث تجاوزت الإيرادات 210 ملايين درهم، مؤكدة على الدور الاستراتيجي للمملكة كشريك زراعي أساسي للسوق الإسبانية والأوروبية.
وأظهرت البيانات الرسمية للفترة الممتدة بين يوليو 2024 ويونيو 2025 أن المغرب صدّر ما مجموعه 18,200 طن من الخيار إلى إسبانيا، محققا عائدات مالية بلغت 21.1 مليون دولار.
ويمثل هذا الرقم زيادة ملحوظة بنسبة 34% مقارنة بالموسم السابق، وأكثر من ثلاثة أضعاف الكمية التي تم تسجيلها في موسم 2020/2021. والأهم من ذلك، أن قطاع تصدير الخيار المغربي حافظ على معدل نمو سنوي مركب يبلغ 33% على مدى أربع مواسم متتالية، مما يدل على استقرار هذه الديناميكية الإيجابية وتناميها بشكل مستمر.
وتأتي هذه النتائج في سياق طلب إسباني متزايد، حيث ارتفعت حصة إسبانيا من إجمالي صادرات الخيار المغربي بشكل كبير، من 31% في موسم 2021/2022 إلى أكثر من 58% في موسم 2024/2025.
وعلى الرغم من أن إسبانيا تعد من كبار منتجي الخيار على مستوى العالم، فإنها تعتمد بشكل متزايد على الواردات، خاصة من المغرب، لتلبية الطلب الداخلي ودعم عمليات إعادة التصدير إلى أسواق أوروبية أخرى.
وارتفعت صادرات إسبانيا نفسها من الخيار بنسبة 16% لتصل إلى 782 ألف طن، في حين ظل إنتاجها المحلي مستقرا عند حوالي 700 إلى 750 ألف طن، مما يخلق فجوة في الإمدادات يساهم المغرب بفعالية في سدها.
يتمتع الخيار المغربي بمزايا تنافسية واضحة تمنحه الأفضلية في السوق الإسبانية، أبرزها جودته العالية وتوافره على مدار السنة. وتصل الصادرات المغربية إلى ذروتها خلال الفترة الممتدة بين ديسمبر وفبراير، وهو توقيت استراتيجي يتزامن مع تراجع الإنتاج في أجزاء أخرى من أوروبا.
وسجل شهر يناير 2025 وحده رقما قياسيا بتصدير 3,500 طن، حيث شكل الخيار المغربي أكثر من 90% من إجمالي واردات إسبانيا من هذا المنتج خلال أشهر الذروة.
وعلى الرغم من زيادة مبيعات بعض الموردين الأوروبيين الآخرين لإسبانيا، مثل البرتغال وألمانيا وهولندا، فإن الكميات المصدرة من المغرب تظل الأعلى بفارق كبير.
ويمنح هذا التفوق المملكة ميزة تنافسية حاسمة ويؤكد مكانتها كشريك تجاري لا غنى عنه لإسبانيا في قطاع الخضروات، مما يعزز من دور المغرب في الحفاظ على استقرار السوق الإسبانية وتنافسيتها على الصعيد الدولي.
