خارج الحدود

الجيش الإسرائيلي يهاجم أسطول الصمود العالمي.. اعتقال مشاركين وانقطاع الاتصالات

بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، اعتراض أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، حيث صعد جنود الاحتلال على متن عدد من سفنه في محاولة للسيطرة عليها، وفق ما أوردته هيئة البث العبرية الرسمية.

وأوضحت الهيئة أن قوات إسرائيلية اعتقلت المشاركين على متن السفينتين “ألما” و”سيروس”، وأمرت باقي الأسطول بتغيير مساره نحو ميناء أسدود غربي إسرائيل، بدعوى خرق “حصار بحري قانوني”، على حد زعمها.

وجاءت عملية الاقتحام بعد أن أحاطت نحو 20 سفينة حربية إسرائيلية بالأسطول، وانقطعت الاتصالات مع عدد من سفنه.

وأوضح بيان لمنظمي الأسطول أن البحرية الإسرائيلية نفذت في وقت سابق من النهار “مناورات ترهيب خطيرة”، عبر محاصرة السفن وتعطيل اتصالاتها ودفعها إلى تغييرات مفاجئة في مسارها لتفادي الاصطدام.

وأشار البيان إلى أن إحدى السفن الإسرائيلية حاصرت المركب “ألما” بشكل عدائي، قبل أن تعمد إلى استهداف مركب “سيروس” بالطريقة نفسها.

وذكرت النائبة الفرنسية ماري ميسمور، التي كانت على متن “سيروس”، أن سفنا عسكرية إسرائيلية وجهت أضواء قوية نحو المشاركين، بالتزامن مع قطع الاتصالات عبر الإنترنت والرادار.

رغم ذلك، جدد منظمو “أسطول الصمود” التأكيد على مواصلة مهمتهم الإنسانية السلمية، المتمثلة في نقل مساعدات غذائية وطبية وحليب أطفال إلى قطاع غزة المحاصر، بمشاركة مئات الناشطين من أكثر من 40 دولة، من بينهم حفيد نيلسون مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية ريما حسن.

وتأتي عملية الاعتراض هذه رغم تحذيرات دولية متزايدة، فقد طالبت جنوب إفريقيا إسرائيل بالتروي وضمان سلامة المشاركين، معتبرة أن أي تدخل عسكري أو احتجاز للسفن “انتهاك جسيم للقانون الدولي”.

كما دعت إيطاليا واليونان إسرائيل إلى “ضمان أمن وسلامة” الناشطين، فيما أكد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أن الأسطول “لا يشكل أي تهديد لإسرائيل”، محذرا من أن أي اعتداء عليه سيكون “مرفوضا وخطيرا”.

وكانت كل من إيطاليا وإسبانيا قد أرسلت سفنا عسكرية لمرافقة الأسطول وتوفير الحماية له، لكنها توقفت عند المنطقة التي حددتها إسرائيل كـ”منطقة محظورة”، على بعد 150 ميلا بحريا من غزة، وسط جدل حول حدود التدخل الأوروبي.

ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة والمواد الحارقة التي استهدفت “أسطول الصمود” منذ انطلاقه من إسبانيا نهاية غشت الماضي، في محاولة -وفق المنظمين- لـ”ثني المشاركين عن إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون من الحصار والإبادة الجماعية”.

وكانت السفينة المغربية “علاء الدين”، التي تحمل ناشطين مغاربة وتونسيين بالإضافة إلى مشاركين من جنسيات متعددة، قد توقفت عن متابعة رحلتها ضمن أسطول الصمود المتجه نحو غزة، بعد أن قررت لجنة قيادة الأسطول استبعادها بسبب إشكالات تقنية وعدم جاهزيتها للإبحار في المرحلة الأخيرة.

وأفاد عبد الرحيم شيخي، عضو سكرتارية “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” وأحد المشاركين على متن السفينة، لجريدة “العمق”، بأن قرار توقيف سفينة “علاء الدين” اتُخذ حرصا على سلامة جميع المشاركين، مشيرا إلى أنه عاد إلى المغرب عبر مطار محمد الخامس رفقة ناشطين مغربيين آخرين.

ويضم أسطول الصمود العالمي أكثر من 50 سفينة تحمل نحو 500 ناشط من 40 دولة، وتأتي هذه المبادرة الإنسانية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاما، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والأدوية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ عامين.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت إلى حد الآن أزيد من 66 ألف شهيد، وما يفوق 168 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب 10 آلاف مفقود ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.