حقيقة لا مفر منها أن الإعلام والانتخابات مرتبطان ارتباطًا وثيقًا مع بعضهماالبعض، بحيث نجد أن للإعلام دورا مهما ومحوريا في تشكيل الوعي السياسي داخل المجتمع وذلك من خلال تنوير الرأي العام وضمان نزاهة العمليات الانتخابية، خصوصا إذا ما كان يتحلى بنوع من الاستقلالية المادية والتكوينات الحديثة والشفافية والنزاهة وعدم التحيز لأي جهة معينة بغية ترتيب مصالحها.
لأنه بوجود إعلام قوي، سنضمن لا محالة نوعا من الشفافية والنزاهة خصوصا ونحن مقبلين على انتخابات قادمة، وفي نفس الوقت قادر على جعل المغرب من الدول المتطورة والمتقدمة خصوصا ورغبات وتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ورؤيته الاستباقية لجعل المغرب من الدول الاكثر تقدما. وهذا فعلا ما نلمسه ونشاهده من خلال التطورات والمشاريع الكبرى التي شهدها ويشهدها بلدنا الغالي سواء من الناحية الثقافية أو الاجتماعية والاقتصادية وحتى البنياتالتحتية منذ اعتلاء جلالته الكريم عرش أجداده الكرام. هذه المشاريع التي أصبح الكل يفتخر بها ويثني عليها، وفي نفس الوقت تخلق نوع من الغيرة وعدم التقبل لدى البعض،لدرجة أصبحنا لا نقارن أنفسنا بالدول التي لديها نفس امكانياتنا بل بدول تفوقنا بكثير من الإمكانيات والموارد وهذا ليس بالأمر السيئ بل بالعكس يزيدنا افتخاراوفي نفس الوقت يتطلب منا التريث والمواصلة الجادة لتطوير ما يجب تطويره كالمجال التعليمي والتربوي والصحي والشغل لكي يصبوا ورغباتالمجتمع،ولتحقيق هذا المبتغى يجب أن تكون هناك مساندة قوية للمنظومةالانتخابية والاحزاببإعلامجاد قادر على:
- توعية الناخبين ومن ينتخبهم حول الحقوقوالواجبات، من خلال نقل الأخبار والمطالب سواءا كانت سلبية ام إيجابية بكل شفافية وموضوعية، مع كشف أي تجاوزات أو خروقات لا قدر الله إن وجدت.
- المساعدة على إتاحة الفرصة لجميع المترشحين لعرض برامجهم بشكل عادل ومتوازن دون تحيز لطرف اخر لغرض ما.بما يساهم في بناء رأي عام ناضج هدفه الأول والأسمى خدمة الملك والشعبولتنمية الوطن وحماية مكتسباته.والتصدي لكل الحملات التضليلية التي تسيئ وتعرقل المسار التنموي للمغرب
- وضع استراتيجية واضحة لاستخدام الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي للتواصل الفعّال مع إظهار من يستحق لتمثيل وخدمة بلده، وابعاد كل من يسيء له بدوافع واغراءات. مع المساهمة فيالحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية والقيم المثلى، وتعزيز الروابط الوطنية.
حقيقةوحسب ما تؤكده جميع الدراسات على أن كل فرد داخل المجتمع هو يتعامل مع الواقع الاجتماعي من خلال الصور والمعاني التي ترسخها وسائل الاعلام المختلفة في أذهانه، ولهذا فإن أي تقدمات تنموية واجتماعية ومشاريع ناجحة داخل أي بلد هي رهينة ومربوطة بمصداقيةوشفافية الاعلام ونزاهته. كما أنها مربوطة كذلك بالمنظومة الانتخابيةورجالها ونسائها الجادين، هذه الاخيرةالتي بحاجة لمراجعة آلياتها والابتعاد عن المحسوبية وأنا الزائدة، التي تعيق المسار التنموي، ولسد الثغرات الواضحة بين الطموحات المعلنة وبين ما يُترجم فعلياً في الواقع المجتمعي.
وأخيرانلتمس منالفنان المتواجد في بيتنا “السلطة الرابعة”أن يقوم بالدور المنوط به لتنوير وتنمية مجتمعناوالارتقاء بمستوى طموحاتالفن المتوخاة منه،سواءمن الناحية الفكريةأوالقيم العلمية ومصداقية الحقائق والبيانات والابتعاد عن المجاملة الزائفة والاساءة دون مبرر لمن لا يتفق مع اجنداته،حتى نتمكن من تنوير ونشأة شباب بعيد عن التفاهة ومفرّغ من الداخل.
لأنه في حقيقة الامر المؤسسة الإعلاميةهيأمانة ومسؤولية، كالمؤسسة التربوية من حيث الأثر والبنية والملامح، وقد تفوق في بعض الأحيان المؤسسة التربوية من حيث طبيعة المادة التي تقدمها ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين وتنوع أشكالها، ومرافقتها لنا في مختلف الأوقات والأماكن، وهذا ما يستدعي منا الاستثمار فيها بشكل جيد حتى يتم توجيه شبابنا نحو ما يعود عليه الخير والنفع.
فالأجيال التي تنشأ عن التفاهة والفنان الفاشل والتافهلن تستطيع أن تقدم شيئًا مفيدًا لمجتمعها ولوطنها، ولن تستطيع أن تنقل المعرفة الحقيقية للأجيال القادمة.