حذر لحسن السعدي، في تدوينة له، من محاولات استغلال احتجاجات شباب “جيل زد” لتصفية حسابات سياسية أو للنيل من مؤسسات منتخبة، مؤكداً أن حكومة عزيز أخنوش “لا تتحمل مسؤولية تراكم سنوات من ضعف التنمية”، وفق تعبيره.
وقال السعدي، في تدوينة على حسابه على “فيسبوك”، إن المطالب الاجتماعية للشباب، بما في ذلك الحق في الصحة والتعليم والعيش الكريم ومحاربة الفساد، هي مطالب مشروعة وطبيعية، ويجب الاستماع إليها واحترامها ضمن إطار دستوري وقانوني، وفق تعبيره، مبرزا أن وسائل التواصل الحديثة ساهمت في منح الشباب فضاءات أوسع للتعبير، ما يعكس ديناميكية المجتمع المغربي وانخراط الشباب في النقاش الوطني.
وفي الوقت نفسه، شدد السعدي على أن الحكومة الحالية ورئيسها، عزيز أخنوش، ليسوا سبب تراكم المشكلات في مجالي الصحة والتعليم، أو في مواجهة الفساد، وأن تحميلهم وحدهم مسؤولية سنوات من ضعف التنمية يعد تحويراً للنقاش الحقيقي، مشيرا إلى أنه “يعرف عن قرب رئيس الحكومة ويشهد على وطنيته وحرصه على خدمة المملكة”، معتبراً أن شرعية الحكومة الممنوحة عبر صناديق الاقتراع سنة 2021 تجعلها جزءاً من الحل ضمن رؤية إصلاحية متدرجة.
وأكد السعدي أن من يحاول تصوير الحكومة كمصدر وحيد للأزمة يضلل الرأي العام ويستثمر المطالب المشروعة للشباب في أجندات سياسية ضيقة، مشدداً على أهمية التمييز بين التعبيرات الاجتماعية المشروعة وبين محاولات استغلالها سياسياً.
وختم السعدي تدوينته بالقول إنه يرفض الانخراط في “مؤامرة الصمت” تجاه الحملات المجانية التي يتعرض لها رئيس الحكومة، مؤكداً فخره بالدفاع عنه، وبالعمل داخل المؤسسات من أجل مغرب أفضل، مع التأكيد على أن التاريخ والمغاربة أنفسهم قادرون على التمييز بين المطالب الاجتماعية والمواقف السياسية المستغلة لها.
وشهدت عدة مدن مغربية، خلال الأيام الماضية، أحداث عنف تخللت احتجاجات “جيل Z”، حيث جرى تسجيل مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن مئات الإصابات وأعمال تخريب طالت الممتلكات العامة والخاصة، بينها سيارات أمنية وخاصة ومحلات تجارية ومؤسسات إدارية وأبناك.
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، في تصريح له اليوم الخميس، عن سقوط 3 قتلى و354 مصابا وإحراق 446 سيارة وتخريب 80 مرفقا عاما وخاصا في 23 إقليما، وذلك في حصيلة رسمية للمواجهات وأحداث العنف والتخريب التي تخللت احتجاجات “جيل Z”، أمس الأربعاء، بعدد من أقاليم المملكة، مشيرا إلى أن ما بين %70 و%100 من مثيري الشغب قاصرون.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الخميس، عن تجاوب الحكومة مع المطالب المجتمعية للاحتجاجات الشبابية، واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العامة.
وجدد أخنوش، في كلمة خلال اجتماع مجلس الحكومة، اليوم الخميس، التأكيد على أن المقاربة المبنية على الحوار “هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات وتسريع وتيرة تفعيل السياسات العمومية موضوع المطالب الاجتماعية”.