سياسة

رصد أزيد من 5 ملايير سنتيم لتجهيز قرى مغربية سياحية بإطارات بانورامية

أعلنت الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT) عن إطلاق ثلاثة طلبات عروض بقيمة إجمالية تصل حوالي 52 مليون درهم، تخص تجهيز وتأهيل عدد من القرى السياحية في مختلف جهات المملكة. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز جاذبية القرى المغربية وتحسين بنياتها التحتية السياحية من خلال تجهيزات حضرية وفنية حديثة تجمع بين الهوية المحلية والجمالية المعمارية.

ويتعلق طلب العروض الأول، وهو الأكبر من حيث الكلفة المالية، إذ تصل قيمته إلى أزيد من 38 مليون درهم، ويهم أشغال التهيئة وتوريد وتركيب التجهيزات السياحية. أما المشروعان الآخران فيركزان على البعد الجمالي والتشوير، إذ يهم الطلب الثاني توريد وتركيب مجسمات سياحية هوياتية وإطارات صور بانورامية بقيمة 8 ملايين درهم، فيما يخص الطلب الثالث تجهيز القرى بلوحات تشوير سياحي وأثاث حضري بقيمة تناهز 6 ملايين درهم.

ويندرج هذا البرنامج، بحسب دفتر التحملات، في إطار خارطة الطريق الاستراتيجية للسياحة 2023-2026 التي تراهن على تنويع العرض السياحي الوطني وتثمين المؤهلات المحلية في القرى والمناطق الجبلية والساحلية.

وتسعى الشركة المغربية للهندسة السياحية من خلال هذه المشاريع إلى إبراز الهوية البصرية للقرى المغربية عبر تصميمات فنية وإبداعية تتيح للزوار التقاط صور بانورامية فريدة في مواقع طبيعية خلابة، ما يجعلها نقاط جذب على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويتم تنفيذ هذه المشاريع بشراكة مع الجماعات الترابية والفاعلين المحليين والخواص، لضمان تكامل التدخلات مع الخصوصيات الثقافية والمجالية لكل منطقة. ويشمل البرنامج تدخلات في 15 موقعا قرويا سياحيا تمتد عبر ثماني جهات من المملكة، بما يعكس بعده الوطني.

من بين القرى المستفيدة: أوغليت، مولاي يعقوب، زاوية إفران، عين اللوح (فاس مكناس)، إمليل وأوكايمدن (مراكش آسفي)، أوزود وزاوية أحنصال (بني ملال خنيفرة)، قصر آيت بن حدو وباطات القرود (درعة تافيلالت)، إمي وادار وإمسوان (سوس ماسة)، إضافة إلى عين تيزغة (الدار البيضاء سطات)، تافوغالت (الشرق)، جاجوكة (طنجة تطوان الحسيمة)، وأولماس (الرباط سلا القنيطرة). وسيتم تحديد الإحداثيات النهائية لتركيب المجسمات بالتنسيق مع السلطات المحلية لضمان انسجامها مع المنظر العام لكل موقع.

وتظهر وثائق دفتر التحملات تنوعا كبيرا في طبيعة التجهيزات التي ستزين القرى المستفيدة، والتي تشمل إطارات بانورامية ضخمة لالتقاط الصور، مجسمات فنية، أحرف هوياتية ومنحوتات رمزية تعكس خصوصية كل منطقة. ففي إمليل وأوزود وأوكايمدن، سيتم تركيب إطارات بانورامية خشبية ومعدنية وأخرى على شكل أرجوحة، أما في زاوية أحنصال وتافوغالت وجاجوكة، فستتم إقامة منحوتات فنية ومجسمات ضخمة تمثل رموزاً طبيعية وثقافية للمنطقة.

كما سيجري إنشاء بوابات تعريفية للقرى (Portail Village) وأعمدة تشوير (Totems) في مواقع مختارة لتوجيه السياح وإبراز الهوية الجغرافية والثقافية للمكان. وتخضع جميع المجسمات والتهيئات لشروط تقنية دقيقة حددها دفتر التحملات. فكل مقاول مطالب بتقديم دراسات هندسية وجيوتقنية وتصميمات ثلاثية الأبعاد (BIM) قبل التنفيذ، إلى جانب تقديم نماذج أولية للموافقة عليها من طرف الشركة.

ويلزم دفتر التحملات المقاولين باحترام معايير Eurocode 5 في ما يخص المتانة والاستقرار، إضافة إلى اعتماد مواد معالجة ضد الرطوبة والتآكل (CL4، Inox، Acier Thermolaqué)، فضلاً عن تجهيز المجسمات بأنظمة إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية لضمان الاستدامة البيئية.

من أبرز التصاميم المقترحة في المشاريع: إطار الصور “دار الحمراء” المستوحى من شجرة الزيتون رمز المنطقة، مزين بنقوش خشبية محفورة تمثل تراث الأطلس المتوسط. وإطار “الأرجوحة” في أوزود الذي يدمج الخشب والفولاذ في تركيب جمالي يمنح الزائر إطلالة بانورامية على الشلالات. وإطار “الحلقة العمودية” في أوكايمدن الذي يشكل رمزا بصريا للموقع الجبلي المغطى بالثلوج. ومنحوتة الديناصور في أوزود، ومجسم الكرز في عين اللوح، و”أنا أحب جاجوكة” التي تمثل روح الهوية الثقافية المحلية.

وتسعى الشركة المغربية للهندسة السياحية من خلال هذه المشاريع إلى تثمين القرى المغربية كوجهات مستدامة تقدم تجربة سياحية متكاملة، تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي والبنية التحتية الجاذبة. وينتظر أن تسهم هذه المشاريع في خلق فرص شغل محلية ودعم الاقتصاد القروي، إلى جانب تعزيز حضور المغرب على الخريطة السياحية العالمية كبلد يجمع بين الأصالة والابتكار.