مجتمع

مصدر لـ”العمق”: المغرب يتدخل عبر مكتبه بتل أبيب للإفراج عن غالي وبن الضراوي

كشف مصدر رفيع لجريدة “العمق المغربي” أن مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب نجح في التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن المواطنين المغربيين عزيز غالي وعبد العظيم بن الضراوي، اللذين تحتجزهما إسرائيل على خلفية مشاركتهما في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة.

وأوضح المصدر ذاته أن “تدخلات الدولة المغربية في شؤون مواطنيها، سواء داخل البلاد أو خارجها، لا تتمُّ تحت أي ضغط أو ابتزاز، بل تُنفَّذُ في إطار احترام تام لمقتضيات السيادة الوطنية والقانون الدولي”.

وأشار المصدر إلى أن “مفهوم المواطنة، كما يمنح حقوقا، فإنه في الوقت نفسه يفرض التزامات”، لافتا إلى أن “المواطن يتمتع بحقوق يصونها الدستور ويكفلها القانون، غير أنه في المقابل يتحمّل واجبات ومسؤوليات تجاه وطنه ومجتمعه”.

وأضاف المصدر أن هذه التدخلات “لا تُباشَرُ إلا بناء على طلب المعنيين أو عائلاتهم، وفي إطار من المسؤولية والتجرّد، بعيدًا عن أي تسييس أو استغلال من قبل جهات أو جمعيات تحاول توظيف الحالاتِ الفردية لأغراض خاصة أو دعائية” وفق تعبيره.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من رفض عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا، استقبال دبلوماسيين مغاربة من مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، خلال فترة احتجازه من قبل سلطات الاحتلال، إذ اشترط حينها التعامل مع دبلوماسيي السفارة المغربية في رام الله بدل مكتب تل أبيب.

وكان غالي ورفيقه بن الضراوي قد اعتُقلا ضمن المشاركين في “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه، بعدما اعترضه الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية واعتقل أزيد من 443 ناشطا من 47 دولة، من بينهم مغاربة تم ترحيل أربعة منهم إلى المغرب عبر تركيا، بينما ظل غالي وبن الضراوي قيد الاحتجاز إلى حين التوصل إلى هذا الاتفاق الجديد.

 

وكان ثلاثة نشطاء مغاربة قد وصلوا إلى مطار الدار البيضاء، يوم الأحد المنصرم، على متن رحلة جوية من تركيا، بعد أن تم ترحيلهم من إسرائيل برفقة 137 ناشطا من جنسيات مختلفة، عقب تعرضهم للاختطاف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد المتطوعون المغاربة في تصريحات صحفية، أن اعتقالهم تم أثناء تواجدهم في المياه الدولية، وأنهم تعرضوا لتنكيل شديد شمل الإهانات والتكبيل والنقل في حافلات مصفحة، في ظروف قاسية جدا، قبل الإفراج عنهم وترحيلهم.

 إقرأ أيضا: بينهم 4 مغاربة.. إسرائيل ترحل 137 مشاركا في أسطول الصمود إلى اسطنبول

وتوصلت جريدة “العمق” بلائحة النشطاء الذين تم ترحيلهم من إسرائيل إلى تركيا، وتتضمن أسماء 4 مغاربة، وهم محمد ياسين بنجلون، أيوب حبراوي، يوسف غلال، والصحفي بقناة الجزيرة يونس أيت ياسين، فيما تواصل إسرائيل احتجاز المغربيين عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي.

واعترض جيش الاحتلال الإسرائيلي، جميع سفن أسطول الصمود العالمي التي كانت متجه إلى قطاع غزة لفك الحصار عنه، فيما برزت مطالب حقوقية إلى وزارة الخارجية المغربية بالتدخل من أجل الإفراج عن النشطاء المغاربة.

وكشفت لجنة قيادة الأسطول الصمود العالمي، يوم الخميس المنصرم، عن اعتقال أزيد من 443 مشاركا من 47 دولة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي “اختطف مئات المتطوعين الذين كانوا على متن سفن بقافلة مدنية سلمية تسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة”.

وقال بلاغ للأسطول، إن المشاركين تعرضوا للهجوم بمدافع المياه ورشهم بمياه عادمة والتشويش على اتصالاتهم، معتبرا أن اعتراض قافلة الصمود في المياه الدولية “جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، مطالبا بالتدخل الدولي الفوري وضمان سلامة المتطوعين في الأسطول وإطلاق سراحهم فورا.

ويضم أسطول الصمود العالمي أكثر من 50 سفينة تحمل أزيد من 450 ناشط من 47 دولة عبر العالم، في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاما، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والأدوية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ عامين.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت إلى حد الآن أزيد من 67 ألف شهيد، وما يفوق 168 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب 10 آلاف مفقود ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.