أخبار الساعة

صرخة من جبال ورزازات.. النقل المدرسي يتحول إلى معاناة يومية لتلاميذ إزناكن

يعاني تلاميذ جماعة إزناكن بإقليم ورزازات، وبالخصوص القادمون من دوار تمعروفت، من معاناة يومية شاقة مع النقل المدرسي، بسبب طول المسافة التي تفصلهم عن المؤسسة التعليمية والتي تصل إلى حوالي 30 كيلومترا، إضافة الى الاكتظاظ الكبير داخل الحافلات وحالة الطرق المهترئة التي تزيد من صعوبة التنقل.

فالحافلات المخصصة للنقل المدرسي، والتي لا تتجاوز طاقتها القانونية 26 مقعدا، تضطر يوميا الى نقل أكثر من 50 تلميذا وتلميذة في ظروف غير إنسانية، حيث يتكدس التلاميذ في فضاء ضيق، وسط احتكاك وتدافع متكرر يؤدي أحيانا الى نقاشات ومشادّات كلامية وحتى شجارات داخل الحافلة.

وأكد عدد من التلاميذ في تصريحات لجريدة “العمق المغربي”، أن الرحلة من الدوار الى المؤسسة، خصوصا في فترة منتصف النهار، تتحول الى سباق مع الوقت، إذ يجدون أنفسهم عند وصولهم الى منازلهم مضطرين للعودة فورا الى المؤسسة بسبب ضيق الوقت وكثرة العراقيل في الطريق، ما يجعلهم يقضون جل يومهم داخل الحافلة بدل قاعات الدرس.

وفي السياق ذاته، أوضح محمد الحيّان، سائق النقل المدرسي بدوار تمعروفت، أن الطريق تعد المشكل فهي مليئة بالحفر والمطبات وتشكل خطرا دائما على العربات والراجلين، وخاصة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، الذين يعانون من الاكتظاظ الخانق داخل الحافلات وضعف البنية التحتية.

وأضاف المتحدث ذاته، أنا أقطع يوميا حوالي 120 كيلومترا ذهابا وإيابا أربع مرات بين الدوار والمؤسسة، والطريق كلها وعرة ومتعبة جدا، كما أن الحافلة تتوفر قانونيا على 26 مقعدا فقط، لكنني أضطر يوميا الى نقل أكثر من 50 تلميذا وتلميذة بسبب غياب وسائل نقل كافية، وهذا أمر مخالف للقانون ويشكل خطرا على الجميع.

وتساءل الحيان أنا كسائق أتحمل مسؤولية كبيرة، ولكن إذا وقعت لا قدر الله حادثة سير، من سيتحمل المسؤولية؟ ومن سيحمي السائق؟

ووجه السائق نداء الى المسؤولين المحليين ورئيس الجماعة من أجل التدخل العاجل لإصلاح الطريق وتوفير وسائل نقل إضافية حتى نضمن سلامة التلاميذ ونخفف من معاناتهم اليومية.

من جهته، قال محمد أكجيم، عضو جمعية تِمعروفت للتنمية في تصريحة “للعمق المغربي”، إن النقل المدرسي “أصبح معاناة يومية للتلاميذ”، موضحا أن عدد المستفيدين يفوق 50 تلميذا وتلميذة في الحافلة الواحدة، سواء القادمة من تاركا وتاسكا أو تلك التي تنطلق من تمعروفت مرورا بدوار المدينت في اتجاه المؤسسات التعليمية بمركز إزناكن.

وأضاف أكجيم أن “من الواجب الالتفات الى هذا الإشكال وإيجاد حلول دائمة لهؤلاء التلاميذ الذين يعانون من ظروف تنقل صعبة”، مشيرا الى أن الطريق التي يسلكونها مليئة بالحفر والمطبات وتشكل خطرا حقيقيا على السلامة المرورية والجسدية، واصفا إياها بأنها “الطريق الأكثر تضررا في المنطقة”.

كما كشف المتحدث عن معاناة إضافية يواجهها التلاميذ بسبب ضيق الوقت، إذ يضطر السائق أحيانا الى إنزال بعض التلاميذ على بعد حوالي 800 متر من منازلهم، ما يجعلهم يقطعون المسافة سيرا على الأقدام وسط ظروف صعبة، خاصة في المساء حين تغيب الإنارة العمومية، مما يعرض الفتيات لخطر الكلاب الضالة.

ووجه أكجيم نداء الى رئيس الجماعة للتدخل من أجل إصلاح الإنارة العمومية، كما ختم حديثه برسالة الى عامل إقليم ورزازات، ورئيس جهة درعة تافيلالت، ووزارة التجهيز والنقل، والمجلسين الإقليمي والجماعي لإزناكن، داعيا إياهم الى “الالتفات لهذا الطريق والتدخل العاجل لإصلاحها والحد من معاناة سكان المنطقة عامة والتلاميذ خاصة”.