توفي اليوم الاثنين 13 أكتوبر الجاري، مصطفى البراهمة المناضل اليساري والأمين السابق لحزب النهج الديموقراطي، عن عمر يناهز 70 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
يُعد مصطفى البراهمة أحد أبرز الوجوه السياسية اليسارية في المغرب، حيث شغل منصب الأمين لحزب النهج الديمقراطي منذ سنة 2012، وقاد الحزب لأكثر من عقد، قبل أن يُخلفه جمال براجع في المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد في يوليوز 2022، والذي غيّر خلاله الحزب اسمه إلى “النهج العمالي الديمقراطي”.
ولد البراهمة سنة 1955 بمدينة برشيد، وتكوّن مهنيا كمهندس، حيث التحق بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وتدرج في مناصب إدارية مهمة، أبرزها مدير جهوي بجهة الدار البيضاء الكبرى، ثم مفتش جهوي بالوزارة بمدينة أكادير.
إلى جانب عمله الإداري، برز البراهمة كفاعل نقابي داخل “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، خاصة في القطاع الوزاري الذي يشتغل فيه، وشارك في محطات الحوار الاجتماعي، مدافعًا عن حقوق الموظفين والعدالة الاجتماعية.
سياسيا، يعرف البراهمة بمواقفه الجذرية في نقد السياسات العمومية، وبدعمه للحركات الاحتجاجية والاجتماعية، مثل حراك الريف. كما دافع، في مناسبات عدة، عن ضرورة توسيع الحقوق السياسية والحريات العامة، وإقرار إصلاحات دستورية تضمن ديمقراطية فعلية وفصلا حقيقيا للسلط.
ويُعتبر البراهمة من المدافعين عن استقلالية القرار السياسي لحزب النهج الديمقراطي، ورافضا لأي تحالفات انتخابية مع قوى يعتبرها مندمجة في “النسق الرسمي”، حيث ظل الحزب خلال فترة قيادته خارج المؤسسات التمثيلية، متمسكا بخط النضال الجماهيري والتغيير من خارج المؤسسات.
ورغم مغادرته القيادة الوطنية للحزب، لا يزال مصطفى البراهمة يُنظر إليه كأحد الأصوات الوازنة في اليسار الراديكالي، وكمرجع سياسي ونقابي داخل المشهد السياسي المغربي.